موقع الأرض

جهود المكافحة جنبت إفريقيا خسائر قدرها 4 ملايين طن حبوب و800 مليون لتر حليب بنحو 1.57 مليار دولار

8 ملايين يورو دعم جديد لمكافحة الجراد في القرن الأفريقي

مزارعة إثيوبية دمر الجراد محصولها
بروكسيل -
الجيزة

كشف تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، أن جهود مكافحة الجراد في القرن الإفريقي خلال عام 2020 والنصف الجاري من 2021، جنّبت خسارة أربعة ملايين طن من الحبوب و800 مليون لتر من الحليب، بما يعني حماية الأمن الغذائي لنحو 36.6 ملايين شخص، بما مقداره نحو 1.57 مليار دولار.

جاء هذا التقرير بمناسبة إعلان الاتحاد الأوروبي عن تمويل جديد قدره 8 ملايين يورو - من جانب المديرية العامة للدفاع المدني وعمليات المعونة الإنسانية في أوروبا ECHO، كمثال جديد على التزام الاتحاد الأوروبي الراسخ بمكافحة هذه الفورة من الجراد، منذ بداياتها خلال عام 2020.

ورحّب شو دونيو المدير العام للمنظمة بالمساهمة الجديدة، التي قال عنها إنها ستمكن بلدان منطقة القرن الأفريقي من البقاء على أهبة الاستعداد في مواجهة أي طفرة محتملة في الجراد الصحراوي.

وكانت المديرية العامة للدفاع المدني وعمليات المعونة الإنسانية في أوروبا، قد قدمت مساهمة إضافية من الاتحاد الأوروبي قدرها 6.1 مليون يورو في عام 2020، جرى من ضمنها تخصيص مبلغ 5.1 مليون يورو للصومال وجنوب السودان والسودان.

وبفضل هذا الدعم من الاتحاد الأوروبي وعدد من المانحين الآخرين، حققت المنظمة ومعها الحكومات نجاحات باهرة في أسوأ فورة للجراد على الإطلاق في إثيوبيا والصومال خلال 25 عاما، وأسوأ حالة تفشٍ للجراد في كينيا خلال أكثر من 70 عامًا.

ويُعدّ الجراد الصحراوي أكثر الآفات المهاجرة فتكًا في العالم حيث أنّ سربًا صغيرًا على مساحة كيلو متر مربّع واحد، قادر على التهام كمية غذاء تكفي 35 ألف شخص في يوم واحد.

وقدم المدير العام الشكر إلى الاتحاد الأوروبي وسائر الجهات الداعمة على مساهمتها السخية ومساعدتها المستمرة من أجل مكافحة فورة الجراد الصحراوي، بما يساعد على الاضطلاع بأنشطة حاسمة الأهمية لحماية سبل العيش، مضيفا أن الحكومات الوطنية حققت ـ بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة والشركاء ـ تقدمًا ملحوظًا على صعيد مكافحة هذه الآفة في أفريقيا الشرقية، "لكن لا بد للعمليات من أن تتواصل ويجدر بنا أن نبقى متيقظين".

وفي مقابل استمرار تراجع الفورة في منطقة القرن الأفريقي بفضل عمليات المكافحة، مكّنت الأمطار الأخيرة الأسراب في إثيوبيا الشرقية وشمال الصومال من البلوغ ووضع بيضها، ومن المحتمل أيضًا تسجيل مزيد من نمو هذه الآفة الشرهة في شمال كينيا، لكن على نطاق أضيق بكثير.

وسيُستخدم هذا التمويل الجديد لسدّ الثغرات الحرجة والمتأثرة بعامل الوقت في مجالات المشتريات والمسح وعمليات المكافحة في البلدين المتبقيين الأشدّ عرضة للمخاطر وهما إثيوبيا والصومال.

وسيتيح التمويل الجديد إمكانية الاستجابة السريعة في حال تغيرت الأوضاع أو استجدّت احتياجات في كل من كينيا والسودان، بغرض ضمان استمرارية الأنشطة التي تضطلع بها المنظمة دعمًا للحكومات الوطنية، بحيث تبقى قوة مكافحة الجراد التي تمّ تجنيدها في أفريقيا الشرقية العام الماضي متيقظة ومستعدة لاحتواء أي تهديدات جديدة قد تُحدق بسبل عيش المجتمعات المحلية الزراعية.

ووفقا للمنظمة، ستدعم المساهمة الأخيرة من جانب المديرية العامة للدفاع المدني وعمليات المعونة الإنسانية في أوروبا، شراء كميات إضافية من مبيدات الآفات البيولوجية للمساعدة في تنفيذ أنشطة المكافحة حتى ما بعد الفصل الثاني من عام 2021.

ومع اكتساب فورة الجراد القياسية مزيدًا من الزخم في أفريقيا الشرقية العام الماضي، بادرت المفوضية الأوروبية إلى التصدي لهذا التهديد منذ بداياته من خلال إتاحة مبلغ 25 مليون يورو من دائرتها العامة للتعاون الدولي والتنمية.

وساعدت جهود مكافحة الجراد في أفريقيا الشرقية على منع تفشي الجراد على نطاق أوسع غربًا إلى منطقة الساحل الأفريقي المعرّضة للخطر.

كما تعمل المنظمة على مساعدة المزارعين الذين تكبدوا خسائر بفعل الجراد واستفادوا من حزم من المساعدات الزراعية، من خلال توفير الرعاية البيطرية للثروة الحيوانية التي تعاني من شحّ في النباتات وتقديم تحويلات نقدية للأسر التي خسرت محاصيلها لكي تتمكن من شراء الأغذية.

وتكمن عمليات رصد الجراد والتنبؤ به ومكافحته في صميم ولاية المنظمة، وباشرت دائرة معلومات الجراد الصحراوي في المنظمة عملها منذ أكثر من نصف قرن.