موقع الأرض

الفرصة الأخيرة.. كواليس اليوم الثالث من جولة مفاوضات سد النهضة بالكونغو 

جانب من مفاوضات سد النهضة
-

واصل وزراء الخارجية والري في مصر وإثيوبيا والسودان، اجتماعات الجولة الجديدة من مفاوضات سد النهضة الإثيوبي التي بدأت قبل يومين، في عاصمة جمهورية الكونغو الديموقراطية، برعاية الاتحاد الإفريقي.

ووصف خبراء هذه الجولة بأنها "الفرصة الأخيرة" للتوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، أو التوصل لمنهجية جديدة للتفاوض بين الدول الثلاث ومنها الوساطة الرباعية.

وتأتي هذه الجولة تزامنا مع التدريب الجوى المشترك المصرى السودانى " نسور النيل – 2" بجمهورية السودان، الذي شهد اليوم ختام فعالياته بحضور الفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة يرافقه الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة السودانية تنفيذ، والذي استمرت فعالياته لعدة أيام بجمهورية السودان، بمشاركة عناصر من القوات الجوية والقوات الخاصة لكلا البلدين.

الخلافات المستمرة

وقالت مصادر مصرية مسئولة تحضر اجتماع الكونغو، إن الخلافات على طريقة التفاوض ما زالت مستمرة بين الدول الثلاث، مشيرة إلى أن الاجتماعات في يومها الثالث والأخير لم تنته إلى أي نتائج حتى الآن.

وأكدت المصادر لـ "الأرض"، أن هناك أمل لدى الدول الثلاث مع نهاية اليوم الأخير من المفاوضات، بالتوصل لاتفاق حول منهجية التفاوض أو قبول إثيوبيا بالوساطة الرباعية وتغيير النهج المتبع منذ 10 سنوات، موضحة أنه يمكن من خلال هذا النهج الجديد التوصل لاتفاق قانوني ملزم قبل الملء الثاني لسد النهضة في موسم الأمطار المقبل.

وأشارت المصادر إلى إصرار إثيوبيا على موقفها بالملء الثاني لسد النهضة في موسم الفيضان المقبل، مع رفضها أيضا للمقترح السوداني بالوساطة الرباعية من الاتحاد الأوروبي وأميركا والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.

صيغة 1 + 3 والفرصة الأخيرة

وفي كلمتها بالجلسة الوزارية لاجتماع سد النهضة صباح اليوم، قالت وزيرة الخارجية السودانية الدكتورة مريم الصادق، إن السودان يشارك في اجتماع كنشاسا حول سد النهضة لطرح رؤيته وللتعبيرعن إيمانه بأنه من الممكن توقيع اتفاق ملزم قانونًا إذا كانت هناك إرادة سياسية، مؤكدة أن السودان لا زال يدعو إلى نهج جديد من أجل تجنب سلبيات الماضي ويدعو الاتحاد الأفريقي إلى قيادة جهود الوساطة والتيسير، لتجاوز جمود المفاوضات.

وطرحت المهدي رؤية السودان لمستقبل المفاوضات التي تتمثل في صيغة 1 + 3 والتي تعني قيادة الاتحاد الافريقي للوساطة بدعم من الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية في إطار وساطة وتيسير فعال يبني على ما تم تحقيقه بالفعل خلال جولات التفاوض السابقة لحسم القضايا القليلة العالقة للوصول لاتفاق عادل وملزم لملء وتشغيل سد النهضة.

ولم تكن الجولات السابقة تحت رعاية الاتحاد الأفريقي برئاسة جنوب أفريقيا مجدية، وأهدرت عدة سنوات في المفاوضات، دون التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة.
وتستمر الاجتماعات المغلقة في كينشاسا بغرض التوصل لإعلان ختامي قد يصدر عن الاجتماعات بين الوفود الثلاثة، حتى نهاية اليوم، ثم إصدار بيان ختامي عن نتائج الاجتماعات.

الحكمة تقتضي التغيير

ومن جهته، قال السفير على حفني، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشئون الإفريقية، إن الحكمة تقتضي التغيير وعدم الاستمرار في الخلاف، موضحا أنه لا يمكن أن يأتي الاتفاق إلا من خلال تعبير إثيوبيا عن إرادة سياسية حقيقة في هذا اللمف يكون من شأنه حلحة هذا النزاع وعدم ترك المفاوضات تسير بلا هدف متفق عليه أو غاية مشتركة.

وأكد لـ "الأرض"، ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم وعدم الاكتفاء بترديد أحاديث حول عدم الإضرار بدولتي المصب، مضيفا ضرورة الاتفاق على استخدامات ومراحل ملء وتشغيل سد النهضة.

وأضاف حفني أن هذه الاجتماعات هي الأولى التي تُقام في دولة إفريقية بخلاف الدول الثلاث، وهي دولة الكونغو ولديها خبرات في شئون المياه، موضحا ضرورة التوصل لتفاهم يأخذ شكل قانوني بين الدول الثلاث، وأنه في انتظار ما تسفر عنه هذه الجولة ومخرجاتها ليتم تقدير ما ستكون عليه الخطوات المقبلة.