موقع الأرض

عمال زراعة السلعة المغدورة: عاوزين صوتنا يوصل للرئيس

بدء زراعة البطاطس الشتوية رغم تكدس الثلاجات .. تخبط وإزعان وعشوائية

عمال زراعة البطاطس: مكاسب الفلاحين تفتح بيوتنا
كتب ـ محمود البرغوثى -

- كورونا أغلقت بيوت عمال الزراعة 5 أشهر
- زراعة المحاصيل البديلة غير منصفة للفلاحين
- خسارة الذرة والأرز والباذنجان والطماطم تضطر الفلاحين لزراعة البطاطس
- مزارعون: نتاجر في الخسارة .. فلا عمل لنا سوى الزراعة
- طحنا الأرز للمواشي لأنه أرخص من الأعلاف وأغنى منها قيمة غذائية

 

قبل ما الزرعة بتوصل حساب صاحبها، إحنا اللي بناكل منها .. أجرنا بناخده قبل ما ينشف عرقنا، لكن رصيد الفلاحين نشف، ومفيش شغل من 4 شهور.
هذه الجملة تلخص فلسفة أم أشرف - الأرملة التي تعمل في مجال زراعة البطاطس منذ نحو 30 عاما، ولذا لم تجد غير الحسرة على حال الفلاح في الفترة الحالية.
تقسم أم أشرف بالله بأنها لم تحصل على أجر يوم "يومية عمل"، منذ 10/5/2020، يوم دخلت آخر شحنة بطاطس ثلاجات التخزين في منطقة الدقهلية، وبالتالي تعرضت للفاقة والمرض بسبب البطالة في المنزل.
تقول أم أشرف إنها لم تعرف البطالة أو الراحة منذ 30 عاما، حيث انخرطت في كل أعمال الزراعة، قبل مرحلة البطاطس، من الخامسة عشرة، حتى عمر ال 22 عاما، لكنها تخصصت في كل أعمال زراعة البطاطس بعد ذلك، بداية من تقطيع التقاوي، ثم زراعتها في الخطوط، ثم المشاركة في أعمال حصادها وتعبئتها، سواء للتخزين، أو التصدير للداخل في حلقات البيع المحلية، أو لوكلاء محطات التصدير.
أكملت أم أشرف جميلها، كما تقول، بتربية ثلاث بنات تركهم زوجها قاصرات، فأتمت تعليمهن وتزويجهن من عملها باليومية، (شيلت المسؤولية لوحدي 17 عاما).

مقاول تجميع عمال .. جعنا بخسارة الفلاحين

علي جمعة (مقاول عمال زراعة) من قرية ميت التمامة - مركز منية النصر - دقهلية، طالب كاميرا "الأرض"، بأن تصل أصواتهم "للريس"، يقصد الرئيس السيسي، "وإلا لا قيمة للتصوير أو الحديث".
وقال جمعة إن عمال الزراعة الذين حافظوا على الدولة في كل العوارض التي مرت بها، يتعرضون للتجويع حاليا، بسبب خسارة الفلاحين في معظم المحاصيل (الأرز، الذرة، الطماطم، القطن، والبطاطس).
وطالب علي جمعة بتوصيل أصواتهم (نحن عمال الزراعة) إلى الرئيس السيسي، حيث لم نحصل على إعانة "كورونا"، خلال شهور الجائحة التي أوصلت عائلاتنا إلى حد الجوع.
ومع حديث علي جمعة، تصاعدت صيحات عدد من العمال، مؤكدين أنهم يعملون طوال النهار بأجر 50 جنيها فقط، لا تكفي الوجبة الأساسية الأسرة مكونة من 6 أفراد.

نطحن الأرز الشعير علفا للمواشي

رضا الوصيف (من أكبر مزارعي البطاطس في مركزي دكرنس ومنية النصر - دقهلية)، لم يجد حرجا في وصف حال الزراعة والمزارعين بلفظ "الخراب"، مؤكدا أنه دأب منذ العام الماضي على طحن الأرز علفا للمواشي.
وأوضح الوصيف أن الأرز الشعير أرخص ثمنا من علف الماشية حاليا، حيث لم يسجل الأول أكثر من 3100 جنيه حاليا، وهو سعر أقل من سعر الردة بنحو 900 جنيه للطن.
وأشار الوصيف إلى أن تكلفة زراعة فدان الأرز بلغت هذا الموسم 15 ألف جنيه، فيما لم يُنتِج سوى 3 أطنان لأصناف الأرز العريض، و4 لأصناف الرفيع، "وحصيلتها لا تغطي تكاليف الإنتاج".
وعودة لزراعة البطاطس، أكد رضا الوصيف، أن مزارعي البطاطس أدمنوا خسائرها، لأنهم لم يحترفوا غير زراعتها، "كما أن المحاصيل البديلة لم تحقق ربحية أيضا".

مبيدات الحشائش والمكافحة اليدوية

الزغبي عبد الملك (مزارع بطاطس من قرية ميت السودان - مركز دكرنس - دقهلية)، يرد على اتهام الفلاح بعدم الانصياع للمخططات الإرشادية، بأنه لا يعرف إلا زراعة المحاصيل التقليدية، مثل: القمح، والأرز، والذرة، والقطن، ثم اتجه إلى البطاطس منذ عام 1983، ولم يسجل خسارة في تاريخه الزراعي (54 عاما)، مثل عروة بطاطس صيف 2020، والتي بلغت 200 ألف جنيه في 8 أفدنة.
وحين تحول الزغبي إلى زراعة الأرز، خسر فيها 5 آلاف جنيه للفدان (40 ألف ل 8 أفدنة)، مفيدا أن مبيدات الحشائش عديمة الجدوى تسببت في رفع تكاليف الإنتاج، حيث استأجر عمالا لفدانين فقط بتكلفة بلغت 10 آلاف جنيه).
وقرر الزغبي زراعة البطاطس مرة أخرى في العروة الحالية (الشتوية)، لأن الزراعات البديلة مثل الباذنجان والقتة والخيار، لم تحقق حتى إيجار الأرض.
ويستخدم المزارعون حاليا التقاوي المحلية "إكسار"، حيث تنخفض أسعارها حاليا، (3000 جنيه، بدلا من نحو 20 ألف جنيه للتقاوي المستوردة).
ويبلغ متوسط إنتاج الفدان في هذه العروة نحو 10 أطنان، "ولا يُشجع الفلاح على زراعتها سوى انخفاض تكاليف التقاوي".