موقع الأرض

تجارب جديدة تخفّض المقنن المائي بنسبة 54%

أمل جديد لمزارعي الموز في الأراضي الصحراوية والجديدة

الموز .. مقصد للعمالة الجائلة ووسيلة لامتصاص البطالة
شيماء عبدالرحمن -

دفعت الحاجة لترشيد استهلاك المياه وزارتي الري والزراعة لإصدار قرار مشترك بحظر زراعة الموز في كل من الأراضي الصحراوية والجديدة، أيا كان مصدر مياه الري، على أن تُستثنى من ذلك القرار المساحات المنزرعة فعليا، قبل صدور هذا القرار، وحتى انتهاء فترة الدورات الإنتاجية لها، وبحد أقصى 3 سنوات.

ويعتبر هذا القرار من الحلول القريبة التي ستوفر لمصر كمية لا بأس بها من المياه التي كانت تستهلكها هذه الزراعات كل عام، والمقدرة بنحو 0.6 مليارات متر مكعب سنويا.

وبجانب هذه الحل القريب لتوفير المياه، ظهرت في الأفق تجارب بحثية تستهدف السير على خطى الدولة في ترشيد استهلاك الزراعات للمياه، ومنها تجربة للدكتور محمد الحجري، الباحث بقسم صيانة الأراضي ـ وحدة الري والصرف في مركز بحوث الصحراء، والذي يجري حاليا تجربة بحثية لتقليل استهلاك الموز من المياه بحيث يستهلك نصف الكمية التي يستهلكها بالطرق العادية.

وأوضح الحجري في تصريح خاص لـ "الأرض" أنه يجري هذه التجربة منذ مارس 2018، حيث زرع مساحة 2 فدان من الأراضي الجديدة بالموز، مستعينا بالطريقة التي ابتكارها في الري.

وأضاف الحجري أن تجربته تتمثل في تطوير الري الفائق في الأراضي الجديدة، حيث اخترع في إطار ذلك نقاطا يتحكم في تدفق كمية المياه طبقا لثوابت الرطوبة الأرضية، ومدى احتياج التربة للمياه أو تشبعها.

وأشار الحجري إلى أن التجربة البحثية أسفرت عن تنائج إيجابية منها تفوق الموز المروي بالطريقة الجديدة في المواصفات المورفولوجية والمجموع الخضري، مقارنة بالموز الذي يروى بالطرق العادية المعروفة حاليا.

وأكد الحجري أنه تمكن بفضل الطريقة الجديدة في الري، من تقليل 53% من كمية المياه التي يستهلكه الموز عند ريه بالطرق العادية، كما وفرت 80% من الطاقة المستخدمة في ضخ المياه.

وبالنسبة للثمار، أوضح الباحث صاحب التجربة أنه يواصل دراسته وتجاربه البحثية لتحسين جودة الثمار، بحيث يصبح مماثلا لما يتم إنتاجه الآن.

مشروع لحقن التربة

في السياق ذاته، ظهر مشروع آخر يستهدف ترشيد استهلاك الزراعات من المياه، تنفذه كوكبة من الباحثين بمركز بحوث الصحراء، وهو مشروع "استخدام تقنية حقن التربة الرملية بحبيبات السلت الناعم والطين المفصولة من المصدر"، وذلك بهدف تقليل استهلاك التربة الرملية من الأسمدة والمياه وتحسين إنتاجية الفدان، وهو ما سيثمر في النهاية تخفيضا في تكاليف الإنتاج، وترشيد استهلاك المياه.

وقال الدكتور علي عبد العزيز رئيس المشروع، أن الهدف من الحقن هو تحسين بناء التربة وتقليل نسبة الفاقد من المياه والأسمدة، حيث تتم إضافة خامات معينة للتربة تساعد على تكوين تجمعات أرضية ثابتة تصبح مصدر خصوبة دائم في التربة، وتقلل من فقد الأسمدة والمياه.

وأضاف الدكتور علي عبد العزيز في تصريح خاص لـ "الأرض"، أن المشروع تم إطلاقه منذ 2018، لافتا النظر إلى أنهم توصلوا لنتائج مبشرة في زراعة الكوسة والطماطم والخيار، وفقا للطريقة الجديدة، كما تمكنوا من زراعة القمح بها، وحقق إنتاجية قدرها نحو 28 أردبًا للفدان، مؤكدا أنهم سيزرعون الأرز بالأسلوب الجديد في يوليو المقبل، لقياس نتائج زراعته في أراضي المشروع.

وأضاف أن القرار الذى أصدره وزيرا الزراعة والري بشأن منع زراعة الموز في الأراضي الصحراوية والجديدة، ستدفعهم كباحثين لضم الموز من بين المحاصيل التى سيتم تجربة زراعتها في أراضي المشروع.