موقع الأرض

ردة فعل سريعة من صغار المصدرين على طلب السعودية شهادة الـ ”جلوبال جاب” كشرط لقبول الحاصلات الزراعية المصرية: تعطيل وليس تجويد .. والحجر الزراعي: وفد سعودي للاطمئنان على سلامة مزارعنا وجودة حاصلاتنا

صغار المصدرين: هرولتنا نحو السعودية وراء اشتراطاتهم الجزافية .. والحل في ”الحد الأقصى” لعدد الحاويات

جانب من اجتماع الحجر الزراعي والمجلس التصديري ووفد وزارة الزراعة السعودية
-

ـ د. أحمد كمال العطار: من حق أي دولة تستورد حاصلاتنا الاطمئنان على سلامة ما يردها من غذاء لمواطنيها .. واشتراطات الحجر الزراعي المصري أقسى من متطلبات الـ "جلوبال جاب"

وصف عدد من مصدري الحاصلات البستانية (الزراعية) المصرية، طلب وزارة الزراعة والمياه والبيئة السعودية، حيازة صغار المزارعين شهادة الـ "جلوبال جاب"، كشرط لقبول الصادرات الزراعية المصرية من أراضيهم، بأنه طلب تعجيزي من شأنه التعطيل والمنع، وليس "التجويد".

وفيما أكد الدكتور أحمد كمال العطار رئيس "الحجر الزراعي" المصري، أنه من حق أي دولة تستورد صادراتنا الزراعية الاطمئنان على سلامة ما يردها من غذاء لمواطنيها، قال أيضا إن اشتراطات الحجر الزراعي أقوى من متطلبات الـ "جلوبال جاب"، مفيدا أنه سيطلع الجانب السعودي على واقع الزراعة المصرية، من باب الاطمئنان.

وقال مصدرون في تصريحات لـ "الأرض"، إن هذا القرار من شأنه إدخال العملية التصديرية المصرية دائرة الاحتكار لصالح عدد قليل من المصدرين، الذين يملكون حيازات زراعية كبيرة، وحاصلون أيضا على شهادة "جلوبال جاب"، كأحد متطلبات التصدير إلى السوبر ماركت الأوروبي والأمريكي.

وفي ردة فعل سريعة، قال مصدرو لجنة البصل والثوم التابعة للمجلس التصديري للحاصلات البستانية، إن هرولتهم نحو السوق السعودية وإغراقها بمحصول البصل الأحمر خلال الفترة من أول يوليو 2019 حتى الآن، هي التي دفعت نحو الاستهانة بهم وبصادراتهم.

وطالب المصدرون في "جروب" لهم على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه وجب عليهم ترشيد العمليات التصديرية، وحصرها في دائرة 4 حاويات شهريا فقط لكل شركة، "وذلك من شأنه تعزيز سلعتهم".

في المقابل، قال الدكتور أحمد كمال العطار إن الطلب السعودي الذي تبنته وزارة الزراعة والمياه والبيئة، قوبل بالنقاش والتفاهم بين الجانبين في اجتماع لهم منذ نحو ثلاثة أيام في السعودية، كما يستمر النقاش الموضوعي والميداني حاليا من خلال إطلاع وفد سعودي فني على واقع الزراعات المصرية.

وكان العطار قد عقد اجتماعا مع الجانب السعودي، ضم النائب عبد الحميد الدمرداش رئيس المجلس التصديري للحاصلات البستانية المصرية، وهاني حسين مدير عام المجلس، إضافة إلى الدكتور أشرف المرصفي رئيس المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية، لبحث طلب السعودية وإطلاع الجانب السعودي الزائر على الصلاحيات المنوطة للحجر الزراعي المصري، في تكويد المزارع، وضبط العملية الإنتاجية لدى المزارعين المصريين، ضمانا لتجويد الصادرات.

كما اطلع الوفد السعودي الزائر على إمكانات المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية، الذي يمثل صمام الأمان في كل ما هو موجه لتغذية الإنسان من مصادر زراعية، خاصة للتصدير خارج القطر المصري.

وأكد العطار في تصريح لـ "الأرض" أن "الحجر الزراعي" كأحد الإدارات المركزية التابعة لوزارة الزراعة، نظم برنامج زيارات للوفد السعودي، تبدأ غدا، وتستمر حتى بعد غد، لعدد من المزارع الكبرى في الصحراء الغربية لمصر، إلى جانب محطات تجهيز الحاصلات الزراعية للتصدير، والتي تخضع للشروط الصارمة للحجر الزراعي.

وأضاف العطار أن هذه الزيارات تستهدف بناء جسور الثقة بين السعودية كمستورد، ومصر كمنتج، "وهو حق لأي دولة تستورد غذاء لمواطنيها أن تطمئن على سلامة الغذاء صحيا"، لافتا النظر إلى أن الوفد سيطمئن على أن الشروط التي ينفذها الحجر الزراعي على المزارع المشمولة بالكود، تطبق ما هو أعلى من مواصفات "جلوبال جاب".

وأكد العطار للوفد السعودي الزائر، أن المزارع الصغير لا يمكنه قبول شرط الحصول على شهادة الـ "جلوبال جاب"، كونها ذات مصروفات عالية تمثل عبئا، وتكبده خسائر فادحة، تجعله في غنى تام عن تصدير حاصلاته.