موقع الأرض

تعرف على متلازمات حمى الوادي المتصدع وعلاقتها بظهور أعراض تشبه الإلتهاب السحائي على بعض التلاميذ بالإسكندرية

أبقار نافقة بسبب مرض حمى الوادى المتصدع
كتبت ـ جميلة حسن -

إنتشرت شائعات خلال الأيام الماضية حول ظهور مرض الالتهاب السحائي بين تلاميذ مدارس محافظة الإسكندرية، وهو الأمر الذي نفته وزارة الصحة، حيث أكد الدكتور علاء عيد، رئيس قطاع الطب الوقائي بالوزارة، أن الحديث عن انتشار مرض الالتهاب السحائي الوبائي مجرد شائعات، موضحًا أن الفحوصات أثبتت خلو الحالتين اللتين تم الابلاغ عنهما بإحدى مدارس الإسكندرية من الالتهاب السحائي. 

في الوقت ذاته انتشرت أخبار عن ظهور حالات مصابة بمرض حمى الوادي المتصدع في بعض المناطق بالسودان، وهو أحد أخطر الأمراض المشتركة بين الحيوانات والبشر، مما دعا وزارة الزراعة لاتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لمواجهة المرض، ما يثير التساؤل حول وجود علاقة بين ظهور حمى الوادي المتصدع في السودان وظهور أعراض تشبه الالتهاب السحائي على بعض تلاميذ المدارس بالإسكندرية.

من جانبها، أشارت الدكتورة شيرين علي زكي، رئيس لجنة سلامة الغذاء والمتابعة الميدانية بالنقابة العامة للأطباء البيطريين، إلى أن حمى الوادي المتصدع مرض مشترك ينتقل من الحيوان المصاب للإنسان، كما ينتقل عن طريق بعض أنواع البعوض والذباب الماص للدماء، ولم تسجل أي حالات انتقال بشرية للمرض عبر أشخاص مصابين.

وأوضحت أن بعض أطوار هذا المرض يسبب التهاب السحايا والدماغ، وتظهر الأعراض على شكل صداع شديد، وفقدان ذاكرة، وهلوسة، واختلاط الذهن، وتوهان، ودُوار، واختلاج، والنوام، وغيبوبة، وقد تظهر مضاعفات عصبية بعد ذلك (بعد أكثر من 60 يوم)، وينخفض معدل الوفاة بين المرضى الذين يعانون فقط من هذا الشكل من المرض، ولكن من الشائع أن يتخلف عنه قصور عصبي قد يكون وخيمًا.

وشددت على ضرورة تعاون بين وزارة الصحة والأطباء البيطريين وعلماء الڤيرولوچي عند ظهور حالات اصابات بشرية مفاجئة وأعراض تتشابه مع أمراض مشتركة تنتقل من الحيوان إلى الانسان، مؤكدة أن الطب البيطري يهتم بصحة الإنسان قبل صحة الحيوان.

وذكرت أن مرض حمى الوادي المتصدع هو مرض حيواني فيروسي يصيب الحيوانات كالمواشي والجمال والأغنام والماعز، لكنه أكثر انتشارًا في الأغنام في المقام الأول، ويمكن أن يصيب البشر أيضًا.

وأضافت أنه ينتقل للإنسان عن طريق ملامسة الدم أو أعضاء الحيوانات المصابة أثناء الذبح والتقطيع، أو أثناء المساعدة في ولادة الحيوانات، أو أثناء القيام بالفحص والكشف البيطري، أو نتيجة التخلص من جثث الحيوانات أو أجنتها المجهضة نتيجة الإصابة بالمرض، بالإضافة إلى لدغات البعوض والذباب الماص لدماء الحيوانات المصابة، وهناك أيضًا احتمالية لانتقال المرض عبر شرب اللبن الغير مغلي أو الغير مبستر من الحيوانات المصابة، وكذلك استنشاق هواء ملوث بإفرازات حيوانات مصابة، أو عن طريق الجروح التي تحدث نتيجة السكاكين الملوثة بافرازات الحيوانات المصابة، أو اختلاط الجروح بافرازات تلك الحيوانات.

ولفتت إلى أن الفئات الأكثر تعرضًا للمرض، هم مربي المواشي والمزارعين والعاملين في المجازر من أطباء بيطريين وعمال وفنيين والأطباء البيطريـين المخالطين لحيوانات مصابة سواء للعلاج أو التوليد أو باجراءات التلقيح الصناعي، وأيضًا العاملين في المختبرات.

وفيما يتعلق بأعراض المرض، أوضحت أنه يظهر في الحيوانات في صورة ارتفاع الحرارة، والاجهاض، ونفوق في الحيوانات الصغيرة، أما في الإنسان فتختلف حسب شدة الإصابة، ففي الإصابة الخفيفة يسبب حمى شبيهة بالإنفلونزا وآلام في المفاصل والصداع، وقد تظهر بعض الأمراض التي تشمل تيبُّس الرقبة، والحساسية للضوء، وفقدان الشهية، والقيء، وفي المراحل المبكرة للمرض قد يُظَنّ أن هؤلاء المرضى مصابون بالتهاب السحايا، وتستمر هذه الأعراض لمدة قد تصل إلى أسبوع ثم يحدث التحسن نتيجة ظهور الأجسام المناعية في الدم .

وعلى الرغم من أن الإصابات البشرية في معظمها خفيفة، لكن قد يتطور المرض إلى صورة عنيفة في أشخاص لهم مناعة ضعيفة أو صغار السن، وقد يظهر المرض على شكل متلازمة من ثلاث متلازمات:

1-المتلازمة العينية:

تشمل أعراض عينية تصاحبها آفات شبكية، وتبدأ الآفات العينية في الظهور بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من ظهور أول أعراض المرض، وعادةً ما يعاني المرضى من تغيُّم أو نقص الرؤية، وقد يختفي المرض من تلقاء نفسه دون ترك تأثيرات دائمة خلال 10 إلى 12 أسبوعًا.

ومع ذلك، عندما تحدث الآفات في الشبكية يصاب 50% من المرضى بفقدان مستديم للرؤية دون حدوث وفيات .

2-التهاب السحايا والدماغ:

يبدأ هذا الشكل من المرض عادة بعد أسبوع إلى أربعة أسابيع من ظهور أول أعراض الحمى، وتشمل الأعراض؛ الصداع الشديد، وفقدان الذاكرة، والهلوسة، واختلاط الذهن، والتوهان، والدُوار، والاختلاج، وقد تصل الى الغيبوبة، وقد تظهر مضاعفات عصبية بعد ذلك (بعد أكثر من 60 يوما).

وينخفض معدل الوفاة بين المرضى الذين يعانون فقط من هذا الشكل من المرض، ولكن من الشائع أن يتخلف عنه قصور عصبي قد يكون وخيمًا.

3-حمى النزفية :

تظهر أعراض هذا الشكل من المرض بعد يومين إلى أربعة أيام من العدوى، وتبدأ بأعراض تشير إلى خلل كبدي، كظهور الصفراء، ويعقب ذلك ظهور أعراض نزفية، مثل القيئ الدموي، ظهور الدم في البراز، الطفح جلدي أو الكدمات (الناتجة عن النـزف في الجلد)، النـزف من الأنف أو اللثة، وغزارة الطمث والنـزف، ويصل معدل الوفيات في هذه الحالات إلى حوالي 50%. وتحدث الوفاة عادةً بعد ثلاثة أيام إلى ستة أيام من بداية ظهور الأعراض النزفية المصاحبة بظهور الصفراء .

وشددت على ضرورة اتباع طرق الوقاية، وهي كالتالي:

1-تنفيذ برامج تحصين الحيوانات

2-ارتداء القفازات وغيرها من الملابس الواقية المناسبة، مع توخي الحرص أثناء لمس الحيوانات المريضة أو أنسجتها، أو أثناء ذبح الحيوانات أو التخلص من النافق منها أو نواتج الاجهاض .

3-تنفيذ برامج الجهات المتخصصة في التخلص من أنواع البعوض والذباب الناقل للمرض.

4-استعمال الناموسيات المشبَّعة بمبيدات الحشرات، واستعمال طاردات البعوض.
5-ارتداء الملابس الفاتحة الألوان.
6-تجنُّب التواجد خارج المنازل في أوقات ذروة نشاط البعوض الناقل للمرض.

7-الابتعاد عن تناول ألبان أو منتجات ألبان غير معاملة حراريا، وكذلك الحرص على غلي الألبان أو استعمال الألبان المبسترة، ولا توجد أي خطورة من استهلاك اللحوم حيث يتم القضاء على الڤيروس نتيجة زيادة الوسط الحامضي بعد عملية التيبس الرمي للمذبوحات، ومن الأفضل طهو هذه اللحوم جيدا .

8-توخي الحذر في التعامل مع الأشخاص المصابين في المستشفيات أو دور الرعاية .

9-مكافحة القراد الذي وجد له دور في نقل الڤيروس والاحتفاظ به.

10-تجفيف المستنقعات وأماكن تكاثر البعوض حيث تنتج بيوض حاملة للڤيروس من إناث البعوض المصابة وتشكل مصدرًا للعدوى .

11-الكشف المختبري السيرولوچي لتحديد الإصابة بالڤيروس عند ظهور أعراض مشابهة لأعراض هذا المرض.

9-الحرص على استعمال المطهرات ذات الخاصية الحمضية لفعاليتها في القضاء على الڤيرس كالفينول وحمض الخليك والكلوروفورم والفورمالين.