موقع الأرض

”درويش”: إصابات الصدأ الأصفر في القمح لا تزال تحت السيطرة.. والجميع يتعاون لمقاومة المرض

الدكتور إبراهيم درويش
شيماء عبدالرحمن -

3 عوامل وراء ظهور المرض.. وهناك خطوات يمكن اتخاذها لتجنب الإصابة به
تعرضت بعض زراعات القمح هذا الموسم للإصابة بمرض "الصدأ الأصفر"، وهو  واحد من الأمراض الخطيرة التي تصيب القمح في مصر، حيث تظهر الإصابة به على هيئة بثرات أولا على الأوراق ثم على السوق والأغماد والقنابع، وتكون ذات لون أصفر منفصلة عن بعضها صغيرة الحجم يبلغ طولها حوالي ملليمتر واحد، وتكون موزعة في صفوف أو خطوط طويلة متوازية بين عروق الورقة، وفي نهاية الموسم تتكون البثرات ذات اللون الأسود.
وتفسيرا لأسباب ظهور المرض، وكيفية تجنب الإصابة به في العام المقبل، كان لموقع جريدة "الأرض" حديث مع الدكتور إبراهيم درويش، رئيس قسم المحاصيل بكلية الزراعة جامعة المنوفية، وعضو الحملة القومية للنهوض بمحصول القمح، وإلى نص الحوار:
كيف تفسر ظهور المرض في هذا العام؟
القمح عامة يصاب بأمراض منها الصدأ الأصفر، والصدأ البرتقالي، والصدأ الأسود، والتفحم السائب، ومرض الصدأ الأصفر يصيب القمح خلال شهري فبراير ومارس، خاصة عندما تتفاوت درجات الحرارة ما بين أجواء باردة وأخرى دافئة، كما أن ارتفاع درجة الرطوبة تؤدي إلى ظهور الإصابة بالمرض، ولكي تحدث إصابة بالمرض لابد من توافر 3 عوامل معا يطلق عليهم المثلث المرضى،  وهم متمثلين فى توافر العائل وهو القمح، وتوافرالطفيل الذى يسبب المرض، وتوافر الظروف البيئية المواتية، وإذا توافرت هذه العوامل معا تحدث الإصابة، أما اذا ظهر اثنين فقط من هذه العوامل فلا تحدث الإصابة، بمعنى قد يكون الطفيل المسبب للمرض موجود والقمح موجود ومع ذلك لا تحدث إصابة لأن الظروف البيئة تكون غير مواتية لظهور المرض، وأيضا إذا كان المسبب المرضى موجود والظروف البيئة مواتية ،ولكن القمح كان مقاوم للمرض، فلن تحدث الإصابة، وبالمثل اذا كان القمح موجود والظروف البيئة مواتية وكان المسبب المرضى غير موجود فأن الإصابة بهذا المرض لن تحدث، أى لابد من توافر العوامل الثلاثة معا لكى تحدث الإصابة بهذا المرض، وفى هذا العام كانت درجات الحرارة متابينة ومع ارتفاع نسبة الرطوبة واحتمال ظهور سلالات فسيولوجية  جديدة من مسببات الصدأ الأصفر  دخلت تكون قد دخلت مصر عن طريق الهواء هذا يؤدى إلى  كسر لمقاومة لبعض الأصناف وتختلف شدة الاصابة من صنف إلى آخر لأن هناك فرق بين الاصابة وشدة الاصابة الصنف  لذلك مع بداية كل موسم تحدد مراكز البحوث الزراعية الأصناف التى تجود زراعتها فى كل منطقة، فهناك أصناف قمح تجود زراعتها فى الوجه البحرى، وأصناف أخرى تجود زراعتها فى وجه قبلى، وكل صنف من هذه الأصناف يكون ملائم للتربة والظروف المناخية الخاصة بكل منطقة، واذا زراعنا صنف فى مكان غير مخصص له يكون معرض للإصابة مثل صنف سدس 12وهو صنف مخصص للوجه القبلى، ونقله المزارعين الوجه البحرى واختلفت الظروف البيئية  فتعرض للإصابة بالمرض، ويجب ان ننظر للإصابة من حيث شدتها، فممكن ان تحدث الإصابة ولكن تكون بسيطة، وأرى أن درجة الإصابة التى  حدثت هذا العام لا تزال تحت السيطرة.
هل نفهم من ذلك أن الصنف المقاوم للأمراض لا يبقى مقاوم للأبد؟
أي صنف يخرج من مركز البحوث يقضي الباحثين في دراسته وإعداده أعوامًا، ولا تطرح وزارة الزراعة أى صنف للزراعة إلا وكان مقاوم للامراض، ولكن مع تكرار الزراعة ومع حدوث طفرات وتطورات لسلالات بعض الأمراض يمكن أن يحدث كسر لمقاومة الصنف للأمراض لذلك تحدث الإصابة، فالتغيرات المناخية وتتطور سلالات الأمراض ليس فى يد أحد،  فالأمر أشبه بما يحدث للإنسان عندما يصاب بالبرد، فالفرد قد يصاب بالبرد ويعلاج منه وبعد فترة يعاوده نفس المرض من جديد، ليس لأن العلاج غير مجدى وانما لأن الفيروس المسبب للبرد تتطور فى شكل أخرى لم يكتسب الفرد مناعة لمقاومته، لذلك تعود الإصابة له مرة أخرى، والوزارة من خلال المراكز البحثية، وقسم القمح  تحاول دائما إخراج أصناف مقاومة لجميع سلالات الأمراض المتعارف عليها، ولكن عندما تظهر سلالات جديدة من المرض تنكسر مقاومة الأصناف ويكون النبات معرض للإصابة بالمرض، لذلك فهناك دائما سباق بين وزارة الزراعة وبين الأمراض، فالوزارة تحاول بكل جهدها لتطوير الاصناف بحيث تقاوم الأمراض.
وهل هناك إجراءات وقائية يمكن أن نستند إليها لتجنب الإصابة بالمرض؟
يجب أن يكون الصنف مقاوم للأمراض، كما يجب أن يزرع الصنف فى  الميعاد المناسب، فالزراعة فى الميعاد المناسب تساعد النبات على النمو بشكل جيد وتجعله قادر على تحمل ومقاومة الامراض، والميعاد الأمثل فى الوجه القبلى من أول نوفمبر حتى منتصف نوفمبر، وفى الوجه البحرى من منتصف نوفمبر إلى نهاية نوفمبر، وبخلاف هذه المواعيد تقل انتاجية المحصول، واذا تم التبكير عن هذا المواعيد يحدث طرد للسنابل فى شهرى ديسمبر ويناير، ومع الصقيع تقتل حبوب اللقاح وهذا يقلل من عدد الحبوب فى السنبلة، وفى حالة تأخير الزراعة يحدث ضمور للنباتات.
وهل هناك شئ أخرى بخلاف زراعة الصنف المقاوم في الميعاد المناسب؟
نعم، فيجب أيضا أن يكون هناك اعتدال في الري، لأن الرى الزائد يؤدى إلى زيادة الرطوبة، وهذا يوفر بيئة مواتية لظهور المرض، كما يجب أن يكون هناك اعتدال فى الأسمدة الأزوتية وكذلك مكافحة الحشائش، كما يجب أن يتابع المزارع حقله باستمرار، واذا حدثت الإصابة يجب الإسراع فى رش المبيدات الموصى بها من قبل وزارة الزراعة، ثم يقوم بالرش مرة أخرى بمبيد أخر غير الذى استخدمه فى أول رش، ويجب أن يتأكد من أن المبيد الذى يستخدمه موصى به من وزارة الزراعة، كما يجب أن يتأكد من الجرعات المبيد المستخدم فى الرش، وطريقة ال ش تم.ن بالغسيل  الكامل للنبات والإصابة بالمرض تظهر على هيئة بثرات صفراء أوبنية اللون فى شكل خطوط طولية متوازية على الأوراق النباتية، واذا قام المزارع بمسح هذه الورقة فيظهر على يديه بودرة صفراء اللون.
تحديدا في أي شهر يجب على المزارع أن يتنبه لأعراض هذا المرض؟
يجب على المزارع أن يتابع ويفحص زراعته من أواخر شهر يناير، لأنه بداية من هذا التاريخ تتباين درجات الحرارة ما بين أجواء دافئة وباردة وهذه الأجواء توفر بيئة مناسبة لإصابة النبات بالمرض، ويجب توعية المزارع بذلك، كما يجب أن يتابع المزارع زراعته لأن هذا المرض يعد من أخطر الأمراض التى تصيب القمح لما له من تأثير سلبى على إنتاج النبات، وحاليا تتكاتف مديريات الزراعة ومركز البحوث الزراعية والجامعات والكليات لمقاومة المرض.