موقع الأرض

خبير زراعي يحذر من انتشار ”لفحة الساق الصمغية” في الخيار

جميلة حسن -

حذر الدكتور محمد علي فهيم، أستاذ المناخ الزراعي بمركز البحوث الزراعية، من انتشار مرض من أهم أمراض خيار الصوب وهو مرض لفحة الساق الصمغية، نتيجة للموجة الباردة السائدة حاليًا، مشيرًا إلى أن هذا المرض يصيب أفراد عائلة القرعيات مثل الخيار والشمام والبطيخ واليقطين والكوسة، ويهاجم الفطر جميع أجزاء النبات، ويؤدي في ظل ظروف مواتية له إلى خسائر اقتصادية فادحة.

وأوضح "فهيم"، أن الأعراض المبكرة تتكون على شكل مناطق بنية شاحبة في أماكن الجروح الناتجة عن إزالة الأوراق والثمار، وتصبح هذه البقع مغطاة بالكامل تقريبا بالأبواغ، ومثل هذه الأعراض غالبا ما تحدث في قاعدة الساق الرئيسي للنبات، وعندما تشتد الإصابة يحدث تحزم الساق وذبول وموت النبات وإذا كانت البذور ملوثة بالفطر المسبب للمرض سيحدث موت للبادرات مبكرا.

ولفت "فهيم"، إلى أن الثمار يمكن أن تتأثر الثمار داخليا وخارجيا، ويكون تعفن الثمار الداخلي غير مرئيا من الخارج ويتميز بإصابة الطرف الزهري للثمرة ويحدث تلون الأنسجة الداخلية باللون البني، وغالبا ما يمتد اللون الداخلي للبني والأسود لمدة 1-2 سم على طول الثمرة، وإذا كان المرض أكثر حدة، فإن نهاية الثمرة تصبح بلون أسود بسبب وفرة الأبواغ.

أما أعراض المرض على السطح الخارجي للثمرة، نوه "فهيم" إلى أنها تظهر كالبقع الدائرية غير المنتظمة التي تكون صفراء في البداية وتتحول إلى اللون الرمادي ثم إلى اللون البني، ويكون نسيج الثمرة لين، رطبة، مغمور بالماء، وغالبا ما تحتوي على بقع من الإفرازات في المركز وتظهر الأعراض أثناء التخزين غالبا، بينما تظهر أعراض الأوراق عادة على نهايات الأوراق كأنسجة ميتة صفراء أو بنية اللون، غالبا مع هالة صفراء، تمتد إلى الوراء في شكل حرف v وفي بعض الأحيان تتأثر حافة الورقة بأكملها مما يخلق حواف بنية، وقد تتكون الأعراض أيضًا من بقع دائرية على الأوراق.

وأضاف أن الفطر المسبب للمرض مقاوم وبدرجة عالية للظروف الجافة، ويمكن أن يحافظ على حيويته على شكل أجسام ثمرية صلبة تسمى chlamydospores على المخلفات النباتية لمدة تصل إلى عامين، موضحًا أن الفطر ينتج نوعين من الجراثيم، وهما الكونيديا التي يمكن أن تنتشر عن طريق رش الماء، واسكية ascospores التي تنتشر عن طريق تيارات الهواء، وينتشر كلا النوعين عن طريق الأصابع والسكاكين والأيدي الرطبة والملابس.

وأشار "فهيم" إلى أن لفحة الساق الصمغية تتطور في الظروف الرطبة وبحال وجود الماء الحر على أسطح الأوراق، والعامل الهام في تحديد مدى الإصابة هو طول مدة بقاء الماء على السطوح النباتية، فبقاء الماء الحر على الاسطح النباتية لمدة ساعة واحدة كافية للعدوى الأولية؛ ومع ذلك يتطلب حدوث بلل مستمر على الأوراق بالماء لاتساع الاصابة على النبات، فيمكن أن يحدث الإنبات وإنتاج الجراثيم، وتتطور الأعراض على السيقان والأوراق والأزهار والثمار على نطاق واسع من درجات الحرارة (5 درجات مئوية إلى 35 درجة مئوية)، ولكن درجات الحرارة المثلى هي 24 درجة مئوية إلى 25 درجة مئوية.

وأردف أن الجروح تسهل العدوى، لا سيما في الأجزاء النباتية الكبيرة بالعمر (الجزء السفلي من النبات) ومع ذلك في الأنسجة النباتية الحديثة تعد الجروح ليست ضرورية لحدوث العدوى، وينتج الجرح عن أضرار ناجمة عن نشاط العمال داخل البيت المحمي (إزالة الأوراق أو تكسر الأوراق أو جمع الثمار).

وأوضح "فهيم" أن عفن الثمار الداخلي عادة ما يحدث من الطرف الزهري لها وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن عن طريق الساق المصابة فيحدث عدوى للزهرة، ينمو الفطر ويدخل عبر ميسم الزهرة ويتسبب في حدوث التعفن وتغير لون الأنسجة المركزية، ويتطلب ذلك يومان لنمو الفطر ووصوله داخل الثمرة الطازجة، وتكون عدوى الأزهار الطازجة أكبر من عدوى الأزهار الذابلة، وعندما تكون كمية الابواغ كبيرة تتسبب في تساقط الازهار، أما عندما تكون كمية الابواغ منخفضة فيحدث تعفن داخلي للثمار، مشيرًا إلى أن إزالة الأزهار المتساقطة على الأرض يقلل من العدوى ولكنه يحتاج إلى جهد اضافي للعمل ويأخذ الكثير من الوقت، وبالتالي فإن الاصناف التي تتميز بتساقط الأزهار في وقت مبكر من تطور الثمار يقلل من نسب الإصابة، كما أن الثمار سريعة النمو أكثر قدرة على الحد من عملية تعفن الثمار مقارنة مع النمو البطيء لها.

ولفت "فهيم" إلى أن جرح الثمار هو أهم عامل في تعفن الثمار الخارجي وينتج هذا النوع من العفن من العدوى عن طريق الجروح السطحية ويتسبب فيما بعد في تعفن داخلي للقمار اثناء التخزين بغض النظر عن ظروف التخزين المتبعة، كما أن التسميد النيتروجيني المفرط يؤدي إلى زيادة قابلية الثمار للتعفن الخارجي.

ولمكافحة مرض لفحة الساق الصمغية، أوصى "فهيم" بإتباع الإرشادات التالية:

1-    تنفيذ تدابير الصرف الزراعي للمياه بشكل جيد للحد من مصادر الفطر أثناء وبعد إنتاج المحاصيل.

2-    إزالة كل بقايا النباتات المصابة.

3-    يتواجد هذا الفطر لفترة أطول على المخلفات النباتية المتواجدة على سطح التربة مقارنة بتلك المدفونة، إذ يمكن لهذا الممرض البقاء على قيد الحياة لمدة 10 أشهر على الأقل في سيقان الخيار المدفونة في التربة الجافة وغير المعقمة في البيت المحمي، ولمدة 18 شهرًا في سيقان النباتات الجافة المصابة المتروكة على سطح التربة، وتصبح هذه المخلفات غير المتحللة مصدراً للابواغ المحمولة جواً عندما ترتفع الرطوبة ويمكن أن يحدث انتشار للجراثيم الاسكية Ascospores بعد 3 ساعات فقط من ترطيب المخلفات النباتية المصابة، لذلك يجب القيام بإزالة جميع البقايا النباتية مهما كانت بما في ذلك محالق النباتات على السلك، قبل غسل وتطهير البيوت المحمية قبل الزراعة وأثناء تجهيزها للزراعة.

4-    ضبط الظروف البيئية داخل الصوب من خلال تقليل فترات رطوبة الأوراق والمحافظة على رطوبة نسبية منخفضة أو ضغط بخار معتدل (VPD) لتقليل تكثيف الماء على الثمار والأوراق فكلما طالت فترات ارتفاع رطوبة الهواء ارتفع معدل الاصابة بلفحة الساق وتلف الثمار الداخلي.

5-    خفض الفروقات الحرارية بين الليل والنهار لمنع تكون الندى على النباتات الباردة نسبياً في الصوب المدفأة برفع درجة حرارة الليل قبل شروق الشمس بـ3 ساعات، هذه التقنية مفيدة بشكل خاص في الحد من تعفن الثمار الداخلي.

6-    التهوية الكافية في الصوب في جميع الأوقات لتقليل وجود الماء الحر على سطح النبات وكلما زاد الفرق بين درجة الحرارة والتدفئة والتهوية زادت فرصة حدوث المرض، فعند درجة حرارة 26 درجة مئوية يمكن أن تزيد فرصة اصابة الثماز بالعفن الداخلي مرتين إلى ثلاث مرات، مقارنة بـدرجة حرارة 23 درجة مئوية.

7-    عند جمع الثمار يجب داﺋﻤًﺎ قص الثمار من الساق وعدم القيام بفتل الثمرة من سطح الساق لتجنب اضرار الساق ودخول الفطر بسهولة.

8-    تطهير السكاكين بشكل متكرر.

9-    تغذية النبات حيث تعمل المحاليل المغذية مع التوصيلات الكهربائية الأعلى (EC) ومستويات الكالسيوم الكافية على تقوية أنسجة الثمار الخارجية، مما يقلل من الاصابة الداخلية والخارجية للثمار ومعدل اصابة اقل على الساق.

10-النمو الخضري المفرط يشجع لفحة الساق الصمغية بسبب ضعف حركة الهواء داخل المحصول.

11-تقليم النباتات بانتظام وعلى وجه الخصوص إزالة الأوراق المبتلة والافرع غير المرغوبة لانها مصدر تغذية جيد لهذه الفطريات ويؤدي الى زيادة في انتاج جراثيم الفطر واحداث العدوى.

12-قد تساعد الأغلفة البلاستيكية فوق البنفسجية (UV) في الحد من حدوث مرض لفحة الساق الصمغية، فالاشعة فوق البنفسجية تساعد على انتاج جراثيم العديد من مسببات الامراض الفطرية بما في ذلك لفحة الساق الصمغية.