موقع الأرض

دراسة.. المبيدات الزراعية ”سم قاتل”

-

كشفت دراسة حديثة، تم نشرها في المجلة العلمية الشهيرة (Environmental Health Perspective)، عن وجود علاقة بين بعض أنواع المبيدات الحشرية في دم الحبل السري أثناء الولادة، وبين زيادة احتمالات ولادة أطفال منخفضي الوزن أو منخفضي الحجم.

كما أظهرت الدراسة أيضا، أن قرار هيئة حماية البيئة الأميركية بوقف استخدام بعض أنواع المبيدات الحشرية، وما نتج عنه من انخفاض تركيزات وجود تلك المبيدات في دم الحبل السري، قد أثر إيجابيا على حجم ووزن الأطفال حديثي الولادة.

هذا في الوقت الذي يعتقد فيه بعض العلماء أن التعرض للمبيدات الزراعية أثناء وجود الجنين في الرحم، هو المتهم الأول في الزيادة الملحوظة في الاضطرابات السلوكية التي يعاني منها الأطفال حالياً. ويعتقد العلماء أيضا أن الأضرار الطفيفة التي تسببها المبيدات الزراعية لمخ الأطفال في سنوات عمرهم الأولى، قد لا تظهر آثارها إلا في المراحل المتقدمة من العمر.

وبحسب تقارير وإحصائيات الاتحاد الأوروبي، يتسبب العديد من المبيدات الزراعية شائعة الاستعمال حاليا في قطاع الزراعة ، في الإخلال بمستويات الهرمونات، وهو ما تنتج عنه تغيرات في السلوك وفي النمو الطبيعي للجهاز العصبي، وحتى في نمو الأعضاء التناسلية وقدرتها على تأدية وظائفها، ما يؤدي إلى انخفاض أعداد الحيوانات المنوية في الذكور ووصول الإناث إلى مرحلة البلوغ مبكرا، وهي كلها عوامل تؤثر في معدلات الخصوبة والإنجاب لاحقا، ولم يسلم جهاز المناعة أيضا من التأثيرات السلبية للمبيدات الزراعية، حيث أظهرت بعض الدراسات أن أنواعاً معينة من المبيدات تتسبب في إضعاف جهاز المناعة، في الوقت الذي يتسبب التعرض لها أثناء الحمل في زيادة تأثيراتها السمية الناتجة عن التعرض لها بعد الولادة.

وبرغم هذه الحقائق البديهية، لا زال يشيع استخدام تلك المركبات السامة، حيث يبلغ الاستهلاك العالمي من المبيدات الحشرية ما تزيد قيمته على 30 مليار دولار سنويا، وذلك بسبب الاعتقاد السائد بأن التركيزات المستخدمة لقتل الآفات الزراعية هي تركيزات منخفضة.

كما أن غالبية الخضروات والفواكة المتاحة بالاسواق تحتوي على كميات كبيرة من المبيدات التي يستخدمها المزارعين، وبكل أسف تمتص تلك الخضروات والفواكه المبيدات بداخلها وهذا يشكل مخاطر كبيرة على كل من يتناولها، كما أنها تسبب الكثير من الامراض على المدى الطويل وتأثر سلبيًا على صحة الكبار والاطفال.

وعليه فقد حذر الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، من الاكثار من استهلاك بعض الخضر والمنتجات الزراعية خلال ما تبقي من فصل الصيف الحالي:

- الاقلال قدر الامكان من تناول الطماطم الطازجة (السلطة) ويجب ان تغسل جيدا وتحفظ فى الثلاجة لمدة لا تقل عن 2-3 أيام كما ينصح بالاقلال من استخدام الطماطم عموما فى الطهي بحيث لا يزيد عن نصف كيلو في اليوم والتكملة بالصلصة.

- الاقلال من استهلاك البطاطس قدر الامكان وحتى اواخر نوفمبر.

- عدم الاكثار من استهلاك الخضروات الطازجة مثل الخيار والخضر الورقية الا بعد غسل الخضروات والفواكه جيدًا قبل تناولها بالماء لكي نتخلص من المبيدات، فقد كشفت احدى الدراسات أن شطف الفواكه والخضروات جيدًا وفركها بفرشاه أو باليد يساعد في التخلص من 75% من المبيدات، كما ينصح أن يتم ذلك قبل تناولها وليس قبل حفظها في الثلاجة، وفي جميع الأحوال عندما تغسل الخضروات والفواكه فور شرائها فلابد من تجفيفها جيدًا بفوطة نظيفة.

- الحرص دائمًا على التخلص من القشر بعيدًا عندما تقشر الخصروات أو الفاكهة، ولا تغسل القشر الخارجي معها بعد تقشيرها في ذات الأناء، لان ذلك يساعد في انتقال المبيدات الموجودة على القشرة وتجنب أيضًا غسلها في نفس الحوض.

- يفضل أن نرش الخضروات والفواكه بمحلول مكون من الماء والخل بنسبة 3 : 1 باستخدام بخاخ، ويمكن شطها بعد مرور 30 ثانية من ذلك بماء نظيف وفركها بفرشاة خاصة بتنظيف الخضروات والفواكه، أما عن الفواكه والخضروات التي تغطي بقشرة رقيقة فيمكن أن يتم نقعها في محلول من الماء والخل ولكن بنسبة متساوية من كلاهما لمدة لا تقل عن دقيقة ثم يتم شطها بالماء.

- الحرص دائمًا على نظافة يديكِ لأن النظافة تعتبر شرطًا أساسي لنظافة الطعام، لذلك ننصح دائمًا بغسل اليدين قبل وبعد غسل الفواكة والخضروات، حتى تضمن التخلص تمامًا من المبيدات التى قد تعلق بيديكِ.

- يفضل دائمًا رش الفواكه الطرية والخضروات مثل الفروالة والتوت بالماء حتى لا تهرى، أو يمكن وضعها في الماء وتصفيتها برفق.

- ننصح دائمًا بمعاملة خاصة لتنظيف الخضروات الورقية، فهى تحمل بداخلها كميات كبيرة من المبيدات من الصعب الوصول اليها، لهذا يجب فضل الورق وشطفها منفردة بماء جاري.

- لا ينصح ابدًا باستخدام الصابون في غسل الفواكة والخضروات لأنها تسمح بإمتصاص المواد الضارة الموجودة في الصابون الى الثمار.