موقع الأرض

مسؤول للـ”الأرض” : 50% من معدات تحلية المياه ستصنع محليًا خلال عام ونصف

الدكتور حسام شوقي
شيماء عبدالرحمن -

"شوقي": لدينا محطات تحلية حكومية وخاصة.. ومحطات أخرى في طور الإنشاء

"أبحاث المياه": نسعى لمعرفة "سر صنعة" الأغشية وطرمبات محطات التحلية المستوردة .. وسنتمكن منها خلال عام ونصف

يعد مجال تحلية مياه البحر من إحدى المجالات الضرورية حاليًا بالنسبة لمصر، خاصة وأنها تعتبر أحد المصادر الغير تقليدية في توفير المياه، وفي إطار استعراض ما تم في هذا المجال كان لموقع "الأرض" حوار مع الدكتور حسام شوقي، رئيس الفريق البحثي للتحالف القومي للمعرفة والتكنولوجيا ومدير مركز التميز المصري لأبحاث تحلية المياه، والمسؤول عن فريق تصنيع أغشية تحلية المياه محليا، وإلى نص الحوار:

ما وضعنا حاليا في مجال تحلية مياه البحر؟

يوجد حاليا محطات لتحلية المياه أنشأتها الدولة، منها محطة في مطروح وأخرى في البحر الأحمر، وقدرتها حوالي 80 ألف متر مكعب يوميًا، هذا بخلاف محطات التحلية الخاصة، والدولة تقوم حاليًا بإنشاء ثلاث محطات أخرى، واحدة في جبل الجلالة، والثانية في شرق القنطرة والثالثة بجنوب العالمين.

وما الذي تقومون به حاليًا في هذا المجال؟

نقوم حاليًا بتعميق معرفتنا في التصنيع المحلي لمعدات تحلية المياه، فنحن نواجه مشكلة في مصادر المياه، وبالتالي اتجهنا لمصادر غير تقليدية لحل هذه المشكلة، وأهم مصدر غير تقليدي هو تحلية المياه، فتحلية مياه البحر صناعة وهذه الصناعة قائمة على معدات أغلبها نستوردها من الخارج، وحاليًا نحاول تصنيع هذه المعدات محليًا داخل مصر.

وهل قمت بخطوات فعلية لتحقيق ذلك؟

قمنا بإنشاء مركز التميز المصري لأبحاث تحلية المياه، وهو يقوم بكل الأبحاث الخاصة بالتحلية ونسعى إلى تخفيض تكلفة المتر المكعب من المياه المحللة، وتوصلنا في النهاية إلى توفير الكوادر البشرية والمادية اللازمة لتحضير وتصنيع الأغشية التي تستخدم في تحلية المياه.

وإلى أي مدى توصلتم في صناعة الأغشية؟

في البداية تمكننا من صنع غشاء مصري 100% بقطر 1.8 بوصة، وكان هذا أول غشاء يتم تصنيعه على المستوى المحلي، بعد ذلك قمنا بتكوين التحالف القومي للعلوم والتكنولوجيا في مجال تحلية المياه، وهذا التحالف ضم 11 شريكًا، منهم شركاء صناعيين ومنهم شركاء في بعض جامعات كجامعة أسيوط والإسكندرية والجامعة البريطانية، وآخرين من منظمات المجتمع المدني، والمستخدم النهائي وكذلك بعض مصانع الهيئة  العربية  للتصنيع، ومصنع صقر ومصنع التميز الحربي، والشركة العربية للطاقة المتجددة، ومؤسسة مصر الخير، وجميعهم يسعون لهدف واحد وهو تصنيع المعدات الكبيرة لمحطات التحلية، مثل أغشية محطات الضغط العالي مقاس 4 و 8 بوصة، وكذلك تصنيع المعدات المستخدمة في صناعة هذه الأغشية، والحمد لله نجحنا في صناعة أول ماكينة لتصنيع الأغشية وتم لف أول غشاء مصري 100% بمقاس 4 و 8 بوصة، وأعطت كفاءة قريبة من كفاءة الأغشية المستوردة من الخارج، وكان لهذا مردود إيجابي كبير.

وكيف كان هذا المردود؟

تمكنا بسبب ذلك، من اللف وهذا ساهم فى توفير 20% من تكلفة الغشاء الذي نقوم باستيراده من الخارج، ومن المتوقع إذا تمكننا من تصنيعه محليًا بنسبة 100% أن نساهم في تخفيض من 30 إلى 40% من تكلفتها.

ما الذي نحتاجه لصناعة هذه الأغشية في مصر؟

نحتاج لمعرفة صناعة هذه الأشياء إلى سر الصنعة، فصناعته تمر بثلاث مراحل، الأولى هي الصب، والثانية هي تكوين الطبقة المسؤولة عن التحلية، والمرحلة الثالثة هي اللف، ونحن بدأنا بالمرحلة الثالثة، وهي اللف حيث تمكننا من لف الغشاء ووصلنا لنفس طريقة اللف التي تتم بالأغشية المستوردة، أي أننا توصلنا للتملك المعرفي لطريقة اللف.

وما خطواتكم التالية ؟

حاليًا نحاول تصنيع مكينة للصب وتكوين الطبقة الخاصة المسؤولة عن التحلية وسحب الأملاح، ومن المتوقع خلال سنة أو سنة ونصف أن نصل إلى التملك المعرفي للثلاث مراحل بالثلاث ماكينات المسؤولة عنهم، بحيث يكون الغشاء مصري 100% كما لدينا هدف آخر نسعى لتحقيقه.

وما هو هذا الهدف؟

نريد أن نصنع طرمبات الضغط العالي المستخدمة بمحطات التحلية، وهذه الطرمبات ضغطها يصل إلى 69 بار، ويوجد فريق بحثي كبير من أجل تصنيعها بقيادة الدكتور عمر عبد القادر من الجامعة البريطانية، ويعاونه مركز بحوث الصحراء بالإضافة لثلاثة مصانع أخرى.

وكم يستغرق تصنيعه؟

من المتوقع الانتهاء من تصنيعه محليا خلال سنة أو سنة ونصف، وإذا تمكننا من صناعة هذه الأغشية والطرمبات محليًا فإننا بذلك نكون قد تمكننا من تصنيع 50 % من المعدات المستخدمة في محطات التحلية في مصر، وفضلا عن ذلك فإن مصر تقوم بالفعل بتوفير ما تحتاجه هذه المحطات بنسبة 20% ، وإذا نجحنا في تصنيع الأغشية والطرمبات محليا فان  70%من محطات التحلية ستكون مصنوعة محليا ومصرية 100%.