موقع الأرض

التهريب أم الكلاب المسعورة...

بالفيديو و المستند.. سعار البقر يدمر المواشي بالوادي الجديد

شعبان بلال -

أطباء بيطريون: الثعالب والكلاب المسعورة وراء إصابة الأبقار.. وحقوقيون: التهريب وراء انتشار المرض

 

والطب البيطري: عمل حملات للتخلص من الكلاب المسعورة.. وإعدام المواشي المصابة

 

أزمة جديدة يعاني منها أهالي محافظة الوادي الجديد، وهي انتشار أبقار مصابة بمرض السعار في العديد من المناطق وقرى بالمحافظة، مما كبد الأهالي خسائر فادحة، وإثارة الزعر بين الأهالي، خوفًا من انتقال المرض إليهم.

في قرى "جناح والثورة، وبولاق" ظهرت أكثر من 20 حالة من الأبقار مصابة بالسعار، منذ 17 أغسطس الماضي، وفقا للطبيب البيطري بمديرية الطب البيطري الدكتور عمرو محمد إبراهيم، والذي أكد أن مديرية الطب البيطري تحاول السيطرة على مرض السعار بين الأبقار، بالقضاء على الكلاب الضالة، والثعالب وغيرها.

بينما تسعى مديريات الطب البيطري إلى قتل الكلاب باعتبار أنها مسعورة، و يؤكد خبراء بيطريون أن السبب في انتشار السعار هو دخول مواشي مصابة بالمرض خاصة من السودان وإثيوبيا والدول الإفريقية، سواء بصورة رسمية عن طريق الاستيراد أو التهريب عبر الحدود.

الدكتور عمرو الطبيب بمديرية الطب البيطري بالجيزة، كشف أيضًا عن أنه تم ظهور 21 حالة مصابة بالعسار حتى الآن، وأن التحاليل التي أجرتها مديرية الطب البيطري كشفت عن إيجابية الحالات المشبة بها للسعار، وتم إعدامها على الفور، موضحا أن آخر حالة ظهرت مصابة بالمرض بتاريخ 12 أكتوبر الجاري أي الأسبوع الماضي.

 وحصلت "الأرض" على صور تكشف عن أخذ عينات بواسطة أطباء مديرية الطب البيطري بقرية الثورة بالوادي الجديد، من أبقار مشتبه إصابتها بمرض السعار، حيث أكد الدكتور عمرو أن الأبقار المصابة يوجد بها كمية نزيف كبير تحت الجلد وفي المخ، وهذا يثبت إصابة تلك الأبقار رمض السعار.

وأوضح بشير، أن المديرية أعدمت 4 حالات مصابة بسعار البقر خلال الفترة الماضية بمركز الداخلة، من خلال الحرق والدفن لضمان عدم انتقال العدوى بين الأبقار، لافتاً إلى أن المديرية تكثف حاليًا حملات إعدام الحيوانات الضالة المصابة بمرض السعار في جميع قرى المحافظة خاصة النائية منها والقريبة من الجبال.

الناشطة الحقوقية في مجال حقوق الإنسان، دينا ذو الفقار، عارضت الرواية التي تشير إلى أن الكلاب وراء إصابة المواشي بالسعار، مؤكدةً أن هناك عمليات تهريب على الحدود من السودان إلى مصر، يتم فيها تهريب ماشية مصابة بأمراض خطيرة، مؤكدة أن الحدود مفتوحة ويمكن للمهربين إدخال أي حيوانات مصابة من السودان؛ لتحقيق ربح عالي مقارنة بالطريقة القانونية.

وأضافت "ذو الفقار"، أن تقارير منظمة الصحة العالمية للحيوان، ووزارة الثروة الحيوانية بالسودان وغيرها، أعلنت رسميًا أنها دولة موبوءة بسعار الماشية عموما وليس البقر فقط، مؤكدة أن وضع سعار البقر في السودان كارثي، ولابد من وقف عمليات تهريب الماشية لمصر، بإحكام القبضة الرقابية للجهات المسئولة.

وأكدت "ذو الفقار"، أن ما رددته هيئة الخدمات البيطرية، عن أن سبب ظهور سعار البقر في مصر هو الكلاب، فهو غير صحيح تماما، خاصة وأن الهيئة لا تتبع النظام الأمثل في الحجر البيطري، موضحة أن فترة الحجر البيطري للحيوانات المستوردة أسبوع أو أسبوعين في المحاجر السودانية بأكبر تقدير، و48 ساعة في محجر أبو سمبل بمصر، وهي فترة قليلة جدا لظهور الأمراض على الحيوانات المستوردة أو اكتشافها.

الدكتور لطفي شاور، مدير مجازر السويس الأسبق، قال أيضا، إن مرض السعار تم اكتشافه منذ ألفي عام، وأن هيئة الخدمات البيطري أعلنت وجود السعار في مصر منذ يومين، لكنها ي نفس الوقت تستخدم سم سلفات الاستركنين لقتل الحيوانات الضالة بحجة أنها مسعورة، مؤكدا أنهناك تناقض كبير في تصريحات مسئولي الحكومة.

وأشار "شاور"، أن مرض السعار هو مرض فيروسي خطير ذو منشأ حيواني يصيب الحيوانات ذات الدم الحار مثل الإنسان والفصيلة الكلبية "الكلاب والثعالب والذئاب"، وأيضا يصيب الماشية والخفافيش، موضحا أن الحيوانات ذات الدم الحار دائرتها متسعة، مشيرا إلى أن الكلب كائن من ضمن العديد من الكائنات التي تنقل وتصاب بهذا المرض، ومنها الثعالب والماشية والذئاب والنمس والقطط.

 واستكمل "شاور" حديثه بأن مقاومة مرض سعار يجب أن تشمل جميع الحيوانات ووقايتها لأنها جميعها مهددة بالإصابة بالسعار، ومن النادر أن ينتقل المرض من إنسان إلى إنسان، إلا في حالات نقل الأعضاء، موضحا أن مرض السعار ليس له علاج، لكن يتم اخذ جرعات وقائية للوقاية من المرض.

 وقال أحد أعراب الوادي الجديد، ويدعى عمر عيد، لـ "الأرض"، إن الحكومة تشن هجمة شرسة على الكلاب لقتلها، على الرغم من أنها خط الدفاع الأول للحماية من الثعالب الحمراء الحاضنة للسعار التي بدأت تغزو واحات الوادي الجديد والمناطق الصحراوية، موضحا أن الكلاب أيضا تحميهم من الفئران الجبلية وغيرها.

وأكد "عيد"، أن الطب البيطري يطلب مليار جنيها لمكافحة سعار الكلاب النادر الوجود، لكنها أهملت باقي الحيوانات الناقلة لمرض السعار، وتاركة اعمال التهريب للحيوانات من الدول الموبوءة بصورة كبيرة.

وأكد الدكتور سيد بلال، مدير الإدارة البيطرية بقرية الثورة، أنه تم البدء في تحصين المواشي وعمل حملات توعية للأهالي بخطورة المرض، و زيارة المدارس بقرى الثورة لتوعية الطلاب عن المرض والتعاون مع المحافظة والمراكز الصحية والوحدات الصحية لتوعية الناس عن مرض السعار، وكذلك وضع المواشي في الحظائر ليلا لتجنبها من العض من كلاب أو ثعالب ضاله حامله للمرض".

الدكتور محمد بشير، مدير عام الطب البيطري بالمحافظة، قال في بيان صحفي، إنه جرى التنسيق مع مديرية الأمن للقضاء على الكلاب المسعورة في القرى، حيث جرى الدفع بفرد أمن داخل كل قرية ظهر فيها حالات، للقضاء على الكلاب المسعورة، التي تنقل الفيروس للأبقار. 

وأضاف بشير، أن الفرق البيطرية اشتبهت في 19 بقرة يحتمل إصابتها بفيروس "السعار"، في قرى (جناح، الثورة، بولاق) جنوب مدينة الخارجة، لتعرضهم لهجمات من كلاب وثعالب مصابة بالمرض، نظرا لترك المزارعين الأبقار على مدار الـ24 ساعة في الحقول دون إدخالها للحظائر.

 وأوضح أن المديرية أعدمت 4 حالات مصابة بسعار البقر خلال الفترة الماضية بمركز الداخلة، من خلال الحرق والدفن لضمان عدم انتقال العدوى بين الأبقار، لافتاً إلى أن المديرية تكثف حاليا حملات إعدام الحيوانات الضالة المصابة بمرض السعار في جميع قرى المحافظة خاصة النائية منها والقريبة من الجبال.