موقع الأرض

أسباب وتفاصيل تراجع وزير الزراعة عن استيراد أقماح مصابة بـ”الإرجوت”

شعبان بلال -
في مفاجأة جديدة أصدر وزير الزراعة عصام فادي، قرارا بمنع دخول قمح مصاب بفطر "الإرجوت" والتراجع عن قراره الخاص باستيراد أقماح مصابة بنسبة معينة من الإرجوت، وسط تساؤل عن سبب في التراجع عن القرار السابق.
ووفقا لمصادر بوزارة الزراعة،  فإن قرار إيقاف العمل بالقرار الوزاري رقم 1117 لسنة 2016 بشأن التعامل مع فطر الأرجوت في رسائل القمح الواردة من الخارج، كان جاهزا منذ فترة طويلة، لكن وزير التموين المستقيل خالد حنفي كان سببا في إيقافه.
و أشار المصدر إلى أن "حنفي" هو الذي أقنع مجلس الوزراء باستيراد القمح المصاب بالإرجوت بنسبة 0.05% وفق دستور الغذاء العالمي، رغم رفض وزارة الزراعة، الذي أصدر قراره اليوم الأحد رقم 1421 لسنة 2016  بمنع دخول أية أقماح مستوردة من الخارج الي مصر، مصابة بأي نسبة من فطر الارجوت، وفي مادته الثانية أكد منع دخول الأقماح المصابة بفطر الأرجوت (صفر%).
وكان القرار 1117 لسنة 2016 والذي يسمح بدخول شحنات القمح المصابة بالإرجوت إلى مصر، قد أثار الرأي العام المصري، والذي صدر رغم حظر قانون الزراعة وتشريعات الحجر الزراعي دخول الإرجوت أو أي فطر غير موجود بالبيئة المصرية.
وكان الدكتور محمد فتحي سالم، استاذ أمراض النباتات بجامعة المنوفية، أكد في تصريحات سابقة لـ"الأرض" أن وزير الزراعة تجاهل أن قانون الزراعة المصري رقم 53 لعام 1966 وتعديلاته" تنظم أعمال الحجر الزراعي وتمنع منعا باتا دخول هذا الفطر الممرض الشديد الخطورة على الصحة النباتية والزراعة المصرية وصحة المصريين ،وبفضل ذلك فإن مصر حتى الآن خالية تمامًا من مرض الإرجوت اللعين والذى يهدد زراعة القمح في الدول الأوروبية وأمريكا وكندا واستراليا.
وأكد "سالم"، ضرورة مساءلة وزير الزراعة أمام لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، بحضور العلماء المختصين لبحث تداعيات القرار 1117 لعام 2016، على الزراعة المصرية والعواقب الوخيمة من إصابة القمح والشعير والحشائش من العائلة النجيلية في مصر، والذى يصل عددها الى حوالى 23 نوعا مختلفا كعوائل ثانوية لهذا الفطر القاتل إضافة إلى توطين الفطر بالتربة المصرية حيث أن هذا الفطر من الفطريات التابعة للمملكة الفطرية قسم الفطريات الأسكية "Ascomycota"، فصل "Sordariomycetes"، ويتبع رتبةHypocreales" "، ويتبع عائلة  ".Clavicipitaceae"
وقال استاذ أمارض النباتات، إنه لابد من هذا التوصيف حتى يعلم وزير الزراعة الحالي عن أي فطر خطير سمح بدخوله الأجواء المصرية والتي تعتبر خالية منه تماما، ولكى يعلم الوزير أن هذا الفطر الخطير بأي طريقة يتكاثر، مضيفا أن الوزير لا يعلم هذا لأنه غير متخصص بهذا العلم على الإطلاق ولم يلجأ الى العلماء المتخصصين في هذا المجال ولا أدرى لماذا أخذ هذا القرار على مسئوليته في تدمير الصحة النباتية وتدمير الزراعة المصرية في أهم محصول استراتيجي وهو القمح المصري.
وأكد أنه على يقين أن وزير الزراعة ولجنته المشكلة لهذا الموضوع الشديد الخطورة لم يكن بها أي متخصص في علم أمراض النبات الفطرية التي تصيب القمح والعائلة النجيلية ولا يعلموا كيفية تكاثر الفطر وطريقة معايشته في التربة لمدة تتراوح بين 8 إلى 12 سنة حيا نشيطا على صورة أجسام حجرية سوداء، وهذا يستطيع أن يدمر زراعة القمح كليا في مصر وفى أقل من عام.
علاوة أن الفطر يقوم بإنتاج ملايين الجراثيم الكونيدية التي تستطيع تدمير مصر بالكامل خلال عام واحد فقط، وأعتقد أن الوزير ولجنته التي أصدرت هذا القرار المعيب شكلا وموضوعا لا يعلموا أن هذا الفطر منه أربعة أنواع ممرضة وشديدة التخصص وصعبة المقاومة والمكافحة بدليل أن أرقى الدول الأوروبية المتقدمة فى الزراعة مثل فرنسا لم تقدر على مكافحته خلال المائة سنة الأخيرة.
وكشف "سالم"، عن أن الوزير ولجنته لم يأخذ قبل صدور القرار المميت 1117 لسنة 2016 موضوع التغير المناخي وتداعياته في مصر حيث تنخفض درجة الحرارة في النصف الثاني من شهر ديسمبر و أشهر يناير وفبراير النصف الأول من شهر مارس إلى أقل من 8 درجات مئوية طوال فترات الليل على مدى 120 يوما.
وأكد أن فرنسا فقدت ما يقرب من 150 ألفا من مواطنيها عام 1951 من جراء التغذية على خبز مصاب بسموم هذا الفطر، على الرغم من أن المواطن يستهلك سنويا قرابة 186 كيلو جرام من القمح، بينما المواطن الفرنسي يستهلك فقط قرابة 60 كيلو قمح سنويا بمعنى آخر، فالمواطن المصري يستهلك 3 اضعاف استهلاك المواطن الأوروبي، مؤكدا أنه لا يوجد في مصر حاليا أي برنامج علاجي في وزارة الصحة للتغلب على بداية التسمم بهذا الفطر وسمومه التي تبلغ 42 نوعا من السموم القاتلة التي تؤدى الى التشنجات والاضطرابات العصبية والإجهاض المتكرر للحوامل والنزيف المتكرر وبتر الأطراف.
بينما طرح الدكتور نادر نور الدين الخبير الزراعي، عدة أسئلة حول من هو التاجر الذي يضغط على الدولة من أجل دخول الإرجوت لمصر؟، ولماذا في عصر وزير التجار خالد حنفي؟"، مضيفا "زي ما عشنا 60 سنة بناكل رغيف قمح خالي من الإرجوت لازم نستمر زي ما احنا".
وأضاف أن نجاح التجار في إدخال القمح الفرنسي المصاب بفطر الإرجوت فستكون أول خطوة لهم في إبادة القمح المصري والاعتماد الكامل على استيراد القمح لتتضاعف أرباحهم، مشيرا إلى أن أحمد الوكيل رئيس الغرفة التجارية صرح أكثر من مرة بأن زراعة القمح في مصر غير مجدية وينبغي عدم زراعته والاعتماد على استيراده فقط، مضيفا " والسؤال هنا لماذا الإصرار على القمح الفرنسي المصاب بالفطر بالذات ومن هو أكبر مستورد حالي للقمح الفرنسي؟.
 
وأكد أن القانون الدولي يمنع دخول الأمراض غير الموجودة في مصر، ثم أن القمح الاسترالي والروسي والأكراني والكازاخستاني والأرجنتيني خالية من الفطر فلماذا نستورد قمحا بالفطر طالما متوفر منه غير المصاب؟، وكيف عشنا عشرات السنين نستورد القمح غير المصاب بالفطر؟.