الأرض
موقع الأرض

دليل المزارع لتعظيم إنتاج الزيتون وتحسين الثمار

اسلام موسى -

أكد الدكتور محمود عتمان، رئيس بحوث متفرغ بمعهد بحوث الإرشاد الزراعي، أن تعظيم إنتاج الزيتون كمًا ونوعًا يتطلب اتباع منهج علمي متكامل يربط بين العوامل المؤثرة في التزهير والإثمار وعمليات الخدمة الزراعية مثل الري والتسميد.

ويضيف أن الفهم العميق لهذه العوامل يساهم في تحسين جودة الثمار وزيادة الإنتاجية بشكل ملموس.

أهم خطوات تعظيم إنتاج الزيتون في المزارع

تبدأ مسألة انتظام التزهير والإثمار بفهم العوامل الخارجية والداخلية المؤثرة على شجرة الزيتون. وتشمل العوامل الخارجية المناخ والتربة وطبيعة المعاملات الزراعية، بينما تتعلق العوامل الداخلية بالمخزون الغذائي داخل الشجرة والمحتوى الهرموني.

ويشير عتمان إلى أن التعرض للإجهاد الحراري أو المائي يؤدي إلى خلل في التوازن بين النمو الخضري والإثمار، ما يقلل من جودة المحصول.

وأوضح أن ارتفاع تركيز هرمون الجبرالين خلال مرحلة التحول الزهري ينشط النمو الخضري على حساب التزهير، في حين أن المستويات المنخفضة منه تحفز التزهير، وهو ما ينعكس مباشرة على انتظام الحمل وتحسين الإنتاجية.

ويعد ضبط عمليات الري أحد المفاتيح الأساسية لنجاح زراعة الزيتون، حيث يجب تجنب الإفراط في الري، وزيادة عدد نقاط التنقيط تدريجيًا مع تقدم عمر الأشجار لتلبية احتياجاتها المائية دون إجهاد الجذور.

كما أن التخلص من السرطانات أسفل منطقة التطعيم والمكافحة المستمرة للحشائش داخل المزرعة يمثلان خطوات ضرورية للحفاظ على المياه والعناصر الغذائية، وبالتالي تعزيز الإنتاجية.

أما برنامج التسميد، فيختلف باختلاف عمر الأشجار ونظام الري. فالأشجار الصغيرة من عمر عام إلى عامين تحتاج إلى 150–200 جرام من سلفات النشادر أو النترات النشادر كل 15 يومًا، بينما الأشجار الأكبر من ثلاث سنوات تحتاج إلى 350 جرامًا من السماد المركب بنفس الوتيرة.

ويلعب البوتاسيوم دورًا محوريًا في تحسين عقد الثمار وجودتها، حيث يضاف 200 جرام للأشجار الصغيرة و300 جرام للأشجار الكبيرة كل 15 يومًا.

وفي المزارع المروية بالتنقيط، يتم تطبيق التسميد على مراحل تشمل إضافة سلفات النشادر وسلفات الماغنسيوم، ثم السماد المركب وسلفات البوتاسيوم، مع دعم الأشجار بالأحماض الأمينية والفوسفوريك والنيتريك وفق جدول زمني منتظم. ويكمل الرش الورقي التسميد الأرضي بمعدل مرة شهريًا، ويكرر عند ظهور نقص العناصر، باستخدام خليط من الحديد والزنك والمنجنيز والماغنسيوم والبورون والنحاس، مع إضافة اليوريا لرفع كفاءة الامتصاص.

ويؤكد عتمان أن الالتزام بهذه التوصيات العلمية يضمن تعظيم إنتاج الزيتون، تحسين جودة الثمار، تقليل الفاقد، وتحقيق عائد اقتصادي أفضل، مما يعزز استدامة زراعة الزيتون في مختلف المحافظات ويجعلها مصدر دخل مستقرًا للمزارعين.