رئيس مركز البحوث الزراعية: عجز الأعلاف يصل إلى 11 مليون طن سنويًا

تتصدر الفجوة العلفية في مصر قائمة التحديات التي تواجه الاقتصاد الزراعي المصري، في ظل ضغوط متزايدة على منظومة الإنتاج الحيواني، وانعكاساتها المباشرة على أسعار
اللحوم والأمن الغذائي للمواطن.
كشف الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، عن وجود ثلاث فجوات رئيسية تضرب القطاع الزراعي، تتمثل في الخبز والزيوت واللحوم الحمراء، مؤكدًا أن الأخيرة تُعد الأخطر والأكثر تأثيرًا على الاستقرار الغذائي.
وأوضح عبد العظيم أن الفجوة في اللحوم الحمراء تقترب من 55%، وهي نسبة مقلقة تعكس حجم الاختلال بين الإنتاج والاستهلاك، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بأزمة الأعلاف وارتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج، ما يضع المربين تحت ضغوط اقتصادية متزايدة ويؤثر على المعروض في الأسواق.
الفجوة العلفية في مصر والحلول البديلة
وخلال كلمته في المؤتمر الاقتصادي الذي ينظمه مركز البحوث الزراعية حول استدامة إنتاج الأعلاف وتقليص الفجوة العلفية، أشار رئيس المركز إلى أن العجز السنوي في الأعلاف يصل إلى نحو 11 مليون طن، وهو ما يمثل تحديًا هيكليًا مزمنًا يهدد استدامة قطاع الثروة الحيوانية في مصر.
ولفت إلى أن الدولة تمتلك فرصًا واعدة لم تُستغل بالشكل الأمثل، من بينها ما يقرب من 24 مليون طن من المخلفات الزراعية، يمكن إعادة توظيفها وتحويلها إلى أعلاف بديلة، بما يسهم في تقليل الاعتماد على الأعلاف المستوردة، وتخفيف الضغط على العملة الأجنبية، شريطة استخدام تكنولوجيات حديثة ذات جدوى اقتصادية.
وأكد عبد العظيم أن سد الفجوة العلفية لا يمكن أن يتحقق دون شراكة حقيقية مع القطاع الخاص، إلى جانب الدور الحيوي للبحث العلمي في توجيه السياسات الفنية، من خلال التقدير الدقيق لحجم العجز، وتقييم كفاءة الأعلاف التقليدية وغير التقليدية، مع الالتزام بعدم المساس بالمحاصيل الغذائية الأساسية أو التأثير على الأمن الغذائي القومي.
واختتم رئيس مركز البحوث الزراعية بالتأكيد على أن المركز يعمل حاليًا على بلورة حلول عملية قائمة على البحث العلمي والتطبيق الاقتصادي، تستهدف تحقيق توازن مستدام بين متطلبات الإنتاج الحيواني وأولويات المحاصيل الاستراتيجية، بما يعزز قدرة القطاع الزراعي على الصمود أمام التحديات الاقتصادية، ويدعم استقرار الغذاء للمواطن المصري.

