انتشار مرض غامض يضرب شتلات الفراولة

قال محمد الجوهري، الخبير الزراعي، إن مرض نيوبيستلوتياوبسيس في الفراولة يمثل تهديدًا اقتصاديًا حقيقيًا للقطاع الزراعي المصري، محذرًا من أن تجاهل رصده وتسجيله رسميًا رغم انتشاره منذ نحو أربع سنوات أدى إلى تفاقم خسائر المزارعين وتراجع كفاءة الإنتاج، خاصة مع التسارع اللافت لانتشاره خلال الموسم الحالي.
وأوضح الجوهري أن مرض نيوبيستلوتياوبسيس في الفراولة لم يعد مجرد مشكلة فنية داخل الحقول، بل تحوّل إلى أزمة تؤثر بشكل مباشر على جودة المحصول وقدرته التنافسية في الأسواق الخارجية، في وقت تعتمد فيه مصر على الفراولة كأحد أهم المحاصيل التصديرية ذات العائد الدولاري المرتفع، ما يجعل أي تهديد صحي للمحصول انعكاسًا مباشرًا على الاقتصاد الزراعي ككل.
وأشار إلى أن التأخر في الاعتراف الرسمي بالمرض وغياب برامج مكافحة معتمدة علميًا أسهما في اتساع رقعة الإصابة، مؤكدًا أن التعامل التقليدي أو الفردي مع المرض لم يعد كافيًا، في ظل طبيعته السريعة الانتشار وتأثيره المباشر على الشتلات والإنتاجية النهائية.
خطورة مرض نيوبيستلوتياوبسيس في الفراولة
وأضاف الخبير الزراعي أن خطورة المرض تتجاوز حدود الحقول لتصل إلى سمعة الصادرات الزراعية المصرية، محذرًا من أن استمرار الوضع الحالي دون تدخل مؤسسي منظم قد يعرّض صادرات الفراولة لمخاطر الرفض أو التشديد الرقابي في الأسواق الخارجية، وهو ما يستدعي تحركًا عاجلًا قائمًا على أسس علمية واضحة.
وكشف الجوهري، استنادًا إلى المتابعة الميدانية، أن دخول المرض إلى مصر ارتبط باستيراد شتلات فراولة مصابة، ما يفرض ضرورة إعادة النظر في آليات استيراد التقاوي والشتلات، وتشديد الرقابة عبر الحجر الزراعي، وربط قرارات الاستيراد بتقييم شامل للمخاطر المرضية على المدى المتوسط والطويل، وليس الاكتفاء بالفحوصات الشكلية.
وشدد على أن الفجوة بين تحركات المزارعين وتحرك الجهات الرسمية تمثل خللًا مؤسسيًا واضحًا، مؤكدًا أن حماية قطاع الفراولة تتطلب دعم البحث العلمي التطبيقي، وتحديث قواعد بيانات الأمراض النباتية، وإنشاء منظومة إنذار مبكر تشاركية تضم الباحثين والخبراء والمزارعين، بما يضمن استدامة الإنتاج وتعظيم العائد التصديري وحماية أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية في الزراعة المصرية.

