الأرض
موقع الأرض

المختبر الحي لسلسلة قيمة القمح يعالج فجوات الإنتاج

اسلام موسى -

قال الدكتور خالد جاد، وكيل معهد بحوث المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة، إن المختبر الحي لسلسلة قيمة القمح يمثل نقلة نوعية في منظومة الإرشاد الزراعي ودعم المزارع المصري، ويأتي تنفيذُه استجابةً مباشرة لتوجيهات وزير الزراعة بضرورة تكثيف النشاط الإرشادي والنزول إلى أرض الواقع للوصول المباشر للمزارعين، بما ينعكس على رفع كفاءة الإنتاج وتحسين جودة المحصول الاستراتيجي الأهم في مصر.

وأكد جاد أن مصر تحتل حاليًا المرتبة الثانية عالميًا في إنتاجية وحدة المساحة من القمح، وهو إنجاز يعكس قوة البحث العلمي الزراعي، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة تستهدف تعميم هذه الكفاءة العالية لتشمل الحقول الإرشادية وحقول المزارعين، بحيث تقترب نتائجها من مستويات الحقول البحثية، وتتحول التجارب العلمية إلى واقع تطبيقي ملموس في القرى والمراكز الزراعية.

المختبر الحي لسلسلة قيمة القمح

وأوضح وكيل معهد بحوث المحاصيل الحقلية أن هذا النموذج الإرشادي المتطور يعتمد على أحدث المفاهيم العالمية، حيث يجمع جميع أطراف سلسلة القيمة في مكان واحد، بدايةً من المزارع والمرشد الزراعي والباحث، مرورًا بتجار الأسمدة والمبيدات، ووصولًا إلى المصنعين وممثلي وزارة التموين، بما يخلق مساحة حوار مباشر تتيح لكل طرف عرض التحديات التي يواجهها واحتياجاته الفعلية، والعمل على إيجاد حلول عملية بشكل جماعي ومنسق.

وأشار إلى أن تطبيق المختبر الحي يضمن تغطية سلسلة قيمة القمح بالكامل، من الأرض الزراعية وحتى وصول المنتج إلى المستهلك النهائي، موضحًا أن مشاركة المصنعين أسهمت في تحديد الصفات الفنية المطلوبة في القمح، بما يتوافق مع احتياجات التصنيع، بينما أتاح وجود ممثلي وزارة التموين مناقشة ملفات التوريد والتخزين والشون، وتقليل الفجوات التي طالما أثرت على كفاءة المنظومة.

وشدد جاد على أن أهمية المختبر الحي لا تقتصر على رفع الإنتاجية فقط، بل تمتد إلى تعزيز التنسيق بين الجهات المختلفة، وتحقيق التكامل بين البحث العلمي والتطبيق العملي، بما يدعم الأمن الغذائي ويعزز قدرة الدولة على إدارة محصول القمح بكفاءة أعلى، في ظل التحديات الاقتصادية والتغيرات المناخية العالمية.