موسم كازاخستان القياسي يعيد رسم خريطة الحبوب عالميا

سجلت كازاخستان محصول حبوب تاريخي خلال موسم 2024/25، بعدما بلغ الإنتاج الإجمالي 25.2 مليون طن، وهو أعلى مستوى منذ عام 2012، بزيادة سنوية قدرها 47.4 بالمئة، ما انعكس مباشرة على قدراتها التصديرية وعلى حركة الأسعار في الأسواق الإقليمية.
محصول القمح محرك النمو
جاءت القفزة الكبرى في الإنتاج مدفوعة بتحسن إنتاجية القمح، التي ارتفعت إلى 1.52 طن للهكتار، بزيادة 53 بالمئة مقارنة بالموسم السابق.
وتشير البيانات إلى أن هذا النمو تحقق بفضل تحسن الغلة وليس نتيجة توسع في المساحات المزروعة، ما يعكس تأثيرا واضحا للظروف المناخية المواتية وتحسن الممارسات الزراعية.
أداء متفاوت لبقية المحاصيل
استفاد الشعير بشكل ملحوظ من الطقس الملائم ومن الطلب القوي في أسواق التصدير، مسجلا أداء قويا خلال الموسم.
في المقابل، بقيت الذرة محصولا ثانويا ضمن ميزان الحبوب في كازاخستان، وكانت المحصول الوحيد الذي سجل تراجعا في الإنتاج خلال الموسم.
قفزة في الصادرات وتعزيز الدور الإقليمي
بفضل وفرة المحصول، ارتفع إجمالي صادرات الحبوب والدقيق إلى 11.8 مليون طن، بزيادة 31 بالمئة على أساس سنوي، مدعوما بشكل رئيسي بصادرات القمح والدقيق.
وبلغت صادرات القمح وحدها 7.4 مليون طن، لتسجل ثاني أعلى مستوى في تاريخ البلاد بعد موسم 2022/2023، مؤكدة مجددا مكانة كازاخستان كمورد إقليمي رئيسي للقمح.
خريطة المستوردين تتغير
حافظت أوزبكستان وطاجيكستان على موقعهما كأكبر مستوردي القمح الكازاخستاني، في حين صعدت أذربيجان إلى المركز الثالث مستفيدة من تنافسية الأسعار، مسجلة أكبر حجم مشتريات لها من كازاخستان خلال عشرة مواسم. في المقابل، تراجعت واردات الصين بشكل حاد بعدما كانت ضمن أكبر ثلاثة مستوردين في الموسم السابق.
موسم 2025/26 وفرة جديدة وجودة تحت المجهر
اكتمل حصاد موسم 2025/26، ورغم عدم صدور الأرقام النهائية بعد، تشير المؤشرات الأولية إلى أن كازاخستان حققت أحد أقوى مواسم الحصاد للعام الثاني على التوالي.
ويبرز هذا الموسم بارتفاع نسبة قمح العلف، وهي سمة معتادة في سنوات الإنتاج الوفير، ما يجعل توزيع الجودة عاملا حاسما في تحديد مستويات الأسعار ووجهات التصدير، ربما أكثر من حجم الإنتاج الكلي.

