بعد تصدير 1.3 مليون طن.. واردات تقاوي البطاطس تقترب من 100 ألف طن
تحافظ صادرات البطاطس المصرية خلال عام 2025 على زخمها القوي ومكانتها المتقدمة ضمن خريطة الصادرات الزراعية، بعدما واصلت احتلال المركز الثاني عقب الموالح، في مؤشر واضح على قوة هذا المحصول الاستراتيجي ودوره الحيوي في دعم الاقتصاد الزراعي وزيادة حصيلة النقد الأجنبي، وهو ما يفرض على الدولة تشديد الاعتماد على تقاوي معتمدة وخالية تمامًا من الأمراض لضمان استدامة الإنتاج وجودته.
وتُعد البطاطس من أبرز المحاصيل التي تراهن عليها مصر، حيث تُزرع على مساحات واسعة لتلبية احتياجات السوق المحلية وفتح آفاق أوسع أمام التصدير، خاصة بعد أن تجاوز حجم صادرات البطاطس المصرية خلال العام الجاري حاجز 1.3 مليون طن، وهو رقم يعكس ثقة الأسواق العالمية في المنتج المصري وقدرته على المنافسة.
تعزيز صادرات البطاطس المصرية بجودة التقاوي
وتكشف البيانات الرسمية عن أن الحفاظ على هذا النجاح التصديري يرتبط بشكل مباشر بجودة مدخلات الإنتاج، وفي مقدمتها تقاوي البطاطس المستوردة. ووفقًا لتقرير صادر عن الحجر الزراعي، بلغ إجمالي كميات التقاوي التي تم استيرادها حتى الآن نحو 95,826.185 طن، تم توريدها من عدد من الدول الأوروبية المتقدمة زراعيًا.
وجاءت تفاصيل الاستيراد على النحو التالي:
أسكتلندا: 43,915.13 طنًا
هولندا: 28,766.335 طنًا
فرنسا: 12,615.95 طنًا
الدنمارك: 6,929.6 طن
ألمانيا: 2,375 طنًا
النمسا: 550 طنًا
بلجيكا: 468 طنًا
لوكسمبورج: 156 طنًا
إنجلترا: 50 طنًا.
وتؤكد هذه الأرقام حجم الاعتماد المصري على التقاوي الأوروبية، باعتبارها أحد أهم مستلزمات الإنتاج التي لا غنى عنها، في ظل عدم كفاية التقاوي المحلية المعتمدة لتغطية المساحات المزروعة.
رقابة صارمة لضمان إنتاج آمن
ويخضع استيراد تقاوي البطاطس لمنظومة رقابية دقيقة تطبقها أجهزة الحجر الزراعي، حيث يتم فحص جميع الشحنات بدقة عالية للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية وخلوها من الآفات والأمراض الحجرية.
كما يتم اختيار أصناف تتلاءم مع طبيعة المناخ والتربة في مصر، سواء الموجهة للسوق المحلي أو للتصدير، بما يحد من المخاطر ويرفع كفاءة الإنتاج ويقلل نسب الفاقد.
رؤية مستقبلية لتوطين التقاوي
وفي إطار رؤية استراتيجية طويلة الأمد، تسعى مصر إلى تقليل الاعتماد على استيراد التقاوي تدريجيًا، عبر التوسع في برامج الإنتاج المحلي وتشجيع الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي. ويشمل ذلك دعم البحوث الزراعية، ونقل التكنولوجيا الحديثة، وتدريب المزارعين على إنتاج تقاوي معتمدة عالية الجودة، بما يسهم في خفض تكاليف الإنتاج وتحقيق اكتفاء نسبي يعزز استدامة زراعة البطاطس.
بدء تسليم التقاوي للموسم الجديد
وفي سياق متصل، بدأ الاتحاد العام لمنتجي ومصدري الحاصلات البستانية، التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، في تسليم التقاوي للمزارعين استعدادًا للموسم الزراعي الجديد.
وأكد الدكتور علاء عزوز، رئيس مجلس إدارة الاتحاد، أن عمليات التسليم تتم وفق برنامج زمني منظم يعتمد على أولوية الحجز، لضمان وصول التقاوي في التوقيت المناسب ودعم استقرار السوق.
وأشار عزوز إلى أن الاتحاد يوفر أصنافًا موثوقة وخالية من الأمراض بصفته الوكيل الحصري لشركة HZPC الهولندية، إحدى أكبر الشركات العالمية المتخصصة في إنتاج وتطوير تقاوي البطاطس، وهو تعاون يسهم في نقل الخبرات الفنية ورفع جودة الزراعة المصرية بما يواكب المعايير العالمية.