الأرض
موقع الأرض

تسميد الأشجار المثمرة يحمي التربة ويعزز الإنتاجية

اسلام موسى -

اعتمد تسميد الأشجار المثمرة كأحد الركائز الأساسية لضمان إنتاجية مستدامة وجودة عالية للثمار، إذ تواجه الأشجار تحديات كبيرة في الاستفادة من الأسمدة مقارنة بالمحاصيل الحولية. ويبرز الاهتمام الخاص بتحليل التربة على طبقاتها المختلفة لمعرفة مدى تيسر العناصر الغذائية وكيفية استفادة النبات من مخزون التربة.

تنتشر جذور الأشجار المثمرة على أعماق واسعة، ويزداد امتدادها مع تقدم الشجرة في العمر، ما يتطلب دراسة دقيقة لتوزيع العناصر الغذائية. غالبًا ما يقتصر المزارع على الطبقة السطحية من التربة، في حين يتحرك الآزوت بسهولة إلى العمق مع مياه الري، بينما يهبط البوتاسيوم تدريجيًا، ويكاد الفوسفور لا يتحرك عمليًا، ما يوجب مراعاة طرق الإضافة المناسبة لضمان توفيره للنبات بصورة مثالية.

تسميد الأشجار المثمرة أساس نجاح المحصول المستدام

أثبتت التجارب أن التقليم المنتظم للأشجار المثمرة يعد عنصرًا رئيسيًا في نجاح التسميد، إذ يؤثر تقليم الأشجار بشكل مباشر على نمو المجموع الخضري وبالتالي على قدرة الشجرة على التمثيل الضوئي في بداية النشاط الربيعي. ويجب مراعاة التسميد ليس فقط للمحصول الحالي، بل للمحاصيل المستقبلية أيضًا، لتحقيق أهداف عدة:

تغذية المحصول الحالي من الثمار بشكل متوازن.

تكوين وتمايز البراعم الثمرية لضمان محصول لاحق غني.

تعزيز المخزون الغذائي في الجذور والأغصان لدعم النمو المستقبلي.

ويستند نجاح التسميد إلى توفير العناصر الغذائية بصيغة صالحة للامتصاص، واستثمار خصائص التربة الطبيعية، وضمان نشاط فعّال للجذور. كما يتأثر نجاح التغذية بصفات التربة الفيزيائية مثل البنية، التهوية، الرطوبة، الحرارة، ومحتوى العناصر الغذائية الأساسية الضرورية للنمو المثالي.

اعتماد التسميد المتوازن والتقليم المنتظم يمثل استراتيجية متكاملة لضمان استمرار إنتاجية الأشجار المثمرة على مدار السنوات، وتحقيق أفضل جودة للثمار، مع حماية التربة واستثمار مواردها بأفضل صورة ممكنة.