تراجع أسعار فول الصويا مع شراء الصين نصف الكمية الموعودة من الولايات المتحدة

تواصل أسعار فول الصويا تسجيل مسار هبوطي في الأسواق العالمية، مدفوعة بضعف وتيرة المشتريات الصينية من الولايات المتحدة، إلى جانب الطقس المواتي لمحصول فول الصويا في أمريكا الجنوبية، ما يزيد الضغوط على الأسعار في بورصة شيكاغو منذ أكثر من شهر.
ضغوط الأسعار في بورصة شيكاغو
سجّلت العقود الآجلة لفول الصويا تسليم يناير انخفاضا إضافيا بنسبة 2 بالمئة منذ بداية الأسبوع، لتصل إلى 386.6 دولار للطن، مع تراجع إجمالي يناهز 8 بالمئة في بعض المناطق. ويأتي هذا الانخفاض على خلفية بيانات فعلية أظهرت تباطؤ مبيعات التصدير الأمريكية إلى الصين، وهي العامل الأبرز المؤثر حاليا في السوق.
مبيعات تصدير أمريكية دون التوقعات
بسبب إغلاق الحكومة الأمريكية خلال أكتوبر ونوفمبر، تصدر وزارة الزراعة الأمريكية بيانات مبيعات التصدير متأخرة. وحتى 27 نوفمبر، بلغت مبيعات صادرات فول الصويا الأمريكية 21.829 مليون طن، بانخفاض 39.3 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ما يعكس ضعفا واضحا في الطلب الخارجي.
المشتريات الصينية أقل من الوعود
تشير بيانات وزارة الزراعة الأمريكية إلى بيع أقل من 5 ملايين طن من فول الصويا إلى الصين، رغم اعتقاد المتعاملين بأن الكمية الفعلية أعلى من ذلك. كما تم تسجيل نحو 3 ملايين طن تحت بند وجهة غير معروفة، مع ترجيحات بتحويل جزء منها إلى السوق الصينية أثناء الشحن.
وتعاقدت الصين على شراء ما لا يقل عن 7 ملايين طن من فول الصويا الأمريكي خلال الأسبوعين الماضيين، لكنها لم تلتزم حتى الآن بشراء 12 مليون طن كما وعدت المسؤولين الأمريكيين بحلول نهاية عام 2025.
دور الشركات الحكومية الصينية
لعبت شركة سينوجراين، المسؤولة عن إدارة الاحتياطيات الاستراتيجية في الصين، دورا محوريا في تعزيز المشتريات، حيث تعاقدت على شراء نحو مليوني طن الأسبوع الماضي، وواصلت هذا الأسبوع شراء ما لا يقل عن سبع شحنات بحرية تجاوزت 400 ألف طن.
وتكمل هذه الصفقات مشتريات سابقة نفذتها شركة كوفكو الحكومية، في وقت تواصل فيه الصين بيع كميات كبيرة من فول الصويا من مخزونها الحكومي، ما يفتح المجال لاستقبال شحنات جديدة.
غموض الاتفاقات وزيادة الضغوط المقبلة
تتابع الأسواق والمزارعون الأمريكيون التطورات وسط غياب تفاصيل رسمية من الصين بشأن الاتفاقات التي أعقبت لقاء الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينج في أواخر أكتوبر. ويزيد اختلاف التصريحات الأمريكية حول المواعيد النهائية للشراء من حالة عدم اليقين، بين نهاية العام أو نهاية فبراير.
ومع استمرار الطقس المواتي في البرازيل، يتوقع دخول فول الصويا البرازيلي منخفض التكلفة إلى الأسواق العالمية اعتبارا من نهاية يناير، وهو ما قد يضيف ضغوطا جديدة على الأسعار ويحد من فرص تعافي فول الصويا الأمريكي في المدى القريب.

