ركود يضرب سوق اللحوم رغم تراجع الأسعار

تشهد أسعار اللحوم في مصر حالة من الجدل الواسع خلال الفترة الحالية، في ظل ركود تجاري واضح يسيطر على السوق، رغم تأكيدات تجار وجزارين بأن الأسعار أصبحت في متناول شريحة كبيرة من المواطنين مقارنة بالفترات الماضية، وهو ما يطرح تساؤلات حقيقية حول أسباب ضعف الإقبال.
مصدر من داخل سوق اللحوم أوضح أن حالة الركود لا تقتصر على اللحوم فقط، بل تمتد إلى أغلب القطاعات التجارية، نتيجة تراجع القدرة الشرائية للمستهلك، مؤكدًا أن السوق يعاني من تباطؤ غير مسبوق في حركة البيع والشراء.
أسعار اللحوم في مصر خلال الشوادر.
وأشار المصدر إلى أن اللحوم المعروضة داخل الشوادر الخاصة تُباع بأسعار تتراوح بين 270 و285 جنيهًا للكيلو، مؤكدًا أن هذه الشوادر لا تتبع الجهات الحكومية، وإنما يديرها القطاع الخاص، وتعتمد في الغالب على اللحوم المجمدة التي يتم فك تجميدها قبل البيع، دون وضوح كامل لمصدرها أو نوعيتها.
وفي المقابل، أوضح أن اللحم البلدي يُباع داخل المجازر بسعر يصل إلى 290 جنيهًا للكيلو بالعظم، ليصل بعد حساب تكاليف النقل والإيجارات والتشغيل إلى نحو 420 جنيهًا للكيلو داخل محلات الجزارة.
تفاوت الأسعار بين المناطق
ولفت المصدر إلى أن أسعار اللحوم البلدية تختلف بشكل ملحوظ من منطقة لأخرى، حيث يتراوح سعر الكيلو في المناطق الشعبية عند حدود 380 جنيهًا، بينما يقفز السعر في المناطق الراقية ليصل إلى ما بين 450 و500 جنيه، نتيجة ارتفاع الإيجارات ومستوى التجهيزات والخدمات المقدمة.
الاستيراد بالدولار يضغط على السوق.
وكشف أن نحو 95% من العجول التي تُذبح داخل مصر مستوردة، سواءً من كولومبيا أو البرازيل أو السودان، ويتم استيرادها بالعملة الصعبة، إلى جانب استيراد ما يقرب من 90% من الأعلاف، وهو ما يفرض ضغوطًا كبيرة على تكلفة الإنتاج النهائية.
توقعات أسعار اللحوم في رمضان
وعن توقعات الأسعار خلال شهر رمضان، أوضح المصدر أن فصل الشتاء يشهد عادة زيادة في استهلاك اللحوم، كما أن زيادة الطلب خلال شهر رمضان تؤدي بطبيعة الحال إلى ارتفاع الأسعار، إلا أنه توقع أن تكون الزيادة محدودة وغير مبالغ فيها هذا العام، بسبب استمرار حالة الركود وضعف القوة الشرائية.
وأكد في ختام حديثه أن تحميل الجزار مسؤولية وصول سعر الكيلو إلى 500 جنيه يُعد ظلمًا كبيرًا، في ظل ارتفاع تكاليف الاستيراد والتشغيل، مؤكدًا أن الأزمة الحقيقية أعمق من مجرد سعر بيع للمستهلك.

