تراجع إنتاج البندق التركي يرفع الأسعار العالمية إلى مستويات قياسية

يشهد إنتاج البندق التركي تراجعا حادا خلال عام 2025، ما أدى إلى قفزة قوية في الأسعار العالمية، في وقت تعد فيه تركيا المورد الاول للبندق في العالم بحصة تقترب من ثلثي الإمدادات العالمية.
تراجع إنتاج البندق التركي وتأثيره على السوق
قدرت كميات إنتاج البندق التركي هذا العام بأقل من 500 ألف طن، أي بانخفاض يتراوح بين 100 ألف و200 ألف طن مقارنة بالسنوات الطبيعية. ويعود هذا التراجع إلى موجات الصقيع الربيعي التي ضربت تركيا وامتدت آثارها إلى شرق أوروبا. ونتيجة لذلك، ارتفع متوسط سعر البندق التركي بحجم 11/13 ملم إلى نحو 18 دولارا للكيلوجرام في أكتوبر، وهو أكثر من ضعف مستواه في العام الماضي.
جودة المحصول تضغط على الإمدادات
ساهمت المخاوف المتعلقة بجودة جزء من المحصول في زيادة أسعار الشحنات الممتازة، ما فاقم الضغوط على السوق. ونظرا لاعتماد السوق العالمية بشكل كبير على البندق التركي، انعكس هذا النقص سريعا على الأسعار في مختلف الدول المستوردة.
توترات تجارية وممارسات محظورة
دفعت حالة الشح وارتفاع الأسعار بعض المشغلين في تركيا إلى خلط محصول الموسم الجديد بمخزونات قديمة، وهي ممارسة محظورة. كما تصاعد التوتر بين المنتجين وشركة فيريرو، اكبر مشتر للبندق في العالم، والتي أكدت قدرتها على الاعتماد على مخزوناتها والتحول إلى مصادر بديلة. ورغم أن التضخم وارتفاع اسعار الفائدة في تركيا ساهما في دفع بعض المبيعات بنهاية نوفمبر، فإن الأسعار لا تزال عند مستويات تاريخية مرتفعة.
توسع إنتاج البندق خارج تركيا
في المقابل، سجلت تشيلي أداء قويا لتعويض جزء من النقص، إذ يقدر محصولها في 2025 بنحو 120 ألف طن، بزيادة 25 إلى 30 ألف طن عن التوقعات الاولية، مدعوما بتحسن الغلة. وتحظى تشيلي، إلى جانب أستراليا، بدعم استثماري من فيريرو لتطوير البساتين، ما عزز مكانتها كمورد استراتيجي بفضل اختلاف موسم الإنتاج عن تركيا.
زيادات محدودة في دول أخرى
ارتفع إنتاج البندق في الولايات المتحدة بنسبة 20 بالمئة هذا العام، كما سجلت زيادات في جورجيا وإيطاليا وأذربيجان. وأسهمت هذه الكميات الاضافية في تمكين الشركات المصنعة من تقليص اعتمادها على البندق التركي، والمساعدة في تهدئة نسبية للأسعار، لكنها لم تكن كافية لتعويض الارتفاع الكبير الناتج عن تراجع الإنتاج في تركيا.

