انطلاقة قوية لصادرات النعناع المصري في الأسواق العالمية

تتربع صادرات النعناع المصري على قائمة أبرز صادرات مصر الزراعية، بعد أن بدأت الأسواق العالمية مؤخراً تشهد إقبالاً كبيراً على المنتج المصري عالي الجودة.
وتعد النباتات الطبية والعطرية، ومنها النعناع، أحد أعمدة الزراعة التصديرية بمصر، حيث تُزرع على مساحة تصل إلى 130 ألف فدان موزعة بين محافظات عدة، وتشكّل ركيزة أساسية في حجم ومعدلات التصدير الزراعي.
النعناع المصري يحقق نموًا تصديريًا ملموسًا
شهدت صادرات النعناع المصري طفرة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، بعد أن كانت محدودة للغاية، حيث أظهرت بيانات الحجر الزراعي المصري تصدير نحو 192 طنًا من النعناع إلى الأسواق الخارجية، وخصوصاً المنطقة العربية.
وأكد الحجر الزراعي أن جودة أوراق النعناع المصري وارتفاع نسبة الزيوت الطيارة فيه، إلى جانب المناخ المصري الذي يمنحه نكهة قوية وثباتاً في الرائحة، جعلت المنتج مطلوباً بشدة في الأسواق العالمية.
وتحرص الشركات المصرية على تصديره في أشكال متعددة، تشمل الأوراق المجففة وزيوت النعناع الخام، ما يلبي احتياجات شركات الأغذية والمشروبات والصناعات الدوائية والعطرية.
وخلال السنوات الأخيرة، شهدت مساحات زراعة النباتات الطبية والعطرية زيادة كبيرة، ولا سيما النعناع في محافظات بني سويف والمنيا والفيوم، ما أسهم في رفع حجم الصادرات وتحسين القدرة التنافسية للمنتج المصري.
وتعتمد الدول المستوردة على النعناع المصري في الصناعات الدوائية البديلة والمكملات الغذائية، مع توقعات بمزيد من النمو مدعومًا بالاستثمار في التصنيع الزراعي وتقنيات استخلاص الزيوت.
مزايا النعناع المصري في الأسواق الدولية
يتميز النعناع المصري بعدة خصائص تؤهله لتعزيز مكانته في الأسواق العالمية:
إمكانية زراعته عدة مرات خلال العام، ما يزيد حجم الإنتاج والأرباح التصديرية.
الالتزام بأساليب الإرشاد الزراعي الحديثة والزراعة الجيدة، ما رفع جودة المنتج المخصص للتصدير.
مطابقة الحقول للمواصفات الأوروبية الخاصة بمتبقيات المبيدات، ما ساعد في دخول أسواق صارمة مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا.
تحديث خطوط التجفيف منخفضة الحرارة وأنظمة التعبئة المعقمة، ما حافظ على اللون الأخضر المميز وارتفاع محتوى الزيوت، وزاد القدرة التنافسية أمام دول مثل الهند والمغرب.
زراعة النعناع في مصر: ظروف وإنتاج مثالي
وفق تقرير صادر عن قطاع الإرشاد الزراعي، يُزرع النعناع في مصر طوال العام ما عدا شهور الحرارة الشديدة (يوليو وأغسطس) والبرد القارس (ديسمبر ويناير). ويتركز زراعته في شمال صعيد مصر، بمحافظات الفيوم وبني سويف، كما زادت المساحات المزروعة في الأراضي الصحراوية بمحافظة الوادي الجديد خلال السنوات الأخيرة.
ينمو النعناع في معظم أنواع التربة، عدا الأراضي شديدة الملوحة، ويحقق أفضل إنتاج في التربة الطميية الصفراء الغنية جيدة الصرف، بعيداً عن مستوى الماء الأرضي، ما يعزز جودته ويضاعف إنتاجيته للمزارعين والمصدرين على حد سواء.

