الأسباب الحقيقية وراء نقص الفراولة عالية الجودة في السوق
أكد الخبير الزراعي محمد الجوهري أن الأزمة الحالية في سوق الفراولة لا ترتبط بتوسع المساحات المزروعة، بل بجودة المحصول والإدارة الفنية للمزارع.
وأوضح أن دخول العديد من المزارعين الجدد في تجربة زراعة الفراولة بدافع تحقيق أرباح سريعة، دون خبرة كافية أو معرفة بأسس الزراعة الحديثة، أدى إلى تراجع جودة الإنتاج.
وأشار الجوهري إلى أن بعض المزارعين قاموا بتوسيع مساحات زراعتهم بشكل مفرط، ما أثر سلبًا على جودة المحصول النهائي ورفع تكاليف الإنتاج وإيجارات الأراضي، متسببًا في أضرار للمزارعين الصغار وخلل في توازن السوق، دون تحسين ملموس في جودة الفراولة المطلوبة من المصانع والمصدرين.
جودة الفراولة أساس استدامة السوق المحلي
ونوه الجوهري إلى أن السوق المحلي والتصديري يعاني نقصًا في الفراولة عالية الجودة أكثر من معاناته من زيادة الكميات، مشيرًا إلى محدودية عدد المزارع القادرة على إنتاج محصول مطابق للمواصفات القياسية، في حين تحتاج المصانع وشركات التصدير إلى خامات مستقرة وموثوقة.
وأكد أن نجاح موسم الفراولة يعتمد على خبرة المزارعين، الإدارة الجيدة للمزارع، وتوظيف عنصر بشري مدرب وأمين، مشيرًا إلى أن رأس المال وحده لا يكفي لضمان النجاح في هذا النشاط الزراعي.
وشدد على أن التدرج في التوسع واكتساب الخبرة موسمًا بعد آخر هو السبيل الأمثل لاستدامة زراعة الفراولة وتحقيق أرباح حقيقية، محذرًا من الانسياق وراء المكاسب السريعة دون تخطيط وإدارة دقيقة.