الأرض
موقع الأرض

شتاء 2025 والصقيع يشعلان مخاوف الفلاحين قبل الموسم

اسلام موسى -

يشكل شتاء 2025 والصقيع واحداً من أبرز التحديات التي تترقبها الزراعة المصرية خلال الأشهر المقبلة، بعدما حذّر الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية، من شتاءٍ استثنائي شديد البرودة قد تتعرض فيه معظم الزراعات لموجات صقيع قاسية، ما يستوجب استعداداً مبكراً لتجنب خسائر كبيرة قد تهدد الإنتاج والمحاصيل.

صقيع الشتاء: ظاهرة مناخية معقّدة تتجاوز انخفاض الحرارة

أكد الدكتور فهيم أن الصقيع ليس مجرد هبوط في درجات الحرارة كما يعتقد البعض، بل هو ظاهرة مناخية مركّبة تتشكل نتيجة تفاعل عدة عوامل تشمل: الحرارة الدنيا، نقطة الندى، الرطوبة النسبية، حركة الرياح، وصافي الإشعاع الشمسي.

وأوضح أن أجهزة الإنذار لا ترصد الصقيع مباشرة، بل تُظهر فقط مؤشرات للبرودة، ما يجعل متابعة التفاصيل المناخية الدقيقة أمراً بالغ الأهمية للمزارعين.

وبيّن أن الصقيع يتكون عندما تنخفض حرارة الليل دون نقطة الندى مع هدوء الرياح، فيتجمد بخار الماء على الأسطح النباتية، وتتكون طبقة من البلورات الثلجية. وشدّد على أن مدة التعرض للصقيع هي العامل الحاسم في حجم الضرر؛ فكلما طالت فترة التجمد تفاقمت الخسائر.

شتاء 2025 والصقيع يهددان المحاصيل الحسّاسة

وأشار الدكتور فهيم إلى أن خطورة الصقيع تختلف باختلاف نوع المحصول وعمر النبات وحالته الصحية، إضافة إلى طبيعة التربة ومدى احتفاظها بالرطوبة والمادة العضوية. وأشار إلى أن أكثر الأشجار حساسية للبرودة تشمل:

المانجو

الموز

القشطة

الباباظ

الجوافة

خصوصاً في المناطق شبه الجافة أو لدى الأشجار الصغيرة التي تعرضت لتقليم مبكر.

كما حدّد المحاصيل الأكثر عرضة للضرر، وهي:

الطماطم أقل من 80 يوماً

البطاطس الصيفية أقل من 30 يوماً

البطاطس الشتوية أقل من 70 يوماً

الباذنجان المكشوف

الفراولة ضعيفة النمو

البصل والثوم قبل الري

الخضروات تحت الأنفاق البلاستيكية

الفول والقمح قبل الري

خطوات الحماية: إجراءات بسيطة… وأثر كبير

وشدد رئيس مركز معلومات تغير المناخ على أن الوقاية تبدأ من ترطيب التربة مساء ليلة الصقيع لرفع قدرة النبات على تحمل البرودة. كما نصح باستخدام مركبات داعمة تعزز مقاومة النبات، ومنها:

سيلكات البوتاسيوم

الأحماض الأمينية

الطحالب البحرية

السيتوكينين 4%

الاستيل ساليسيلك

الكبريت الزراعي

الحمض الفسفوري

مع ضرورة الالتزام بالجرعات المحددة لكل محصول، سواء كان التطبيق بالرش الورقي أو الغمر أو الري بالتنقيط.

استعداد مبكر… وموسم أكثر أماناً

وفي ختام تصريحاته، أكد الدكتور فهيم أن تطبيق هذه الإجراءات الوقائية يمكن أن يقلل بشكل كبير من احتمالات الخسائر، ويحافظ على سلامة محاصيل واسعة تشمل: الطماطم، البطاطس، الفراولة، الجوافة، المانجو، الموز، البصل، الثوم، القمح والخضروات المزروعة تحت الأنفاق البلاستيكية. وذلك في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة.