الأرض
موقع الأرض

التين الشوكي.. ذهب الصحراء الأخضر «ملف كامل»

كتب: محمد المسلمي -

يعد التين الشوكي واحدًا من أكثر المحاصيل التي تشهد انتشارًا سريعًا خلال السنوات الأخيرة، سواء في الزراعة المنزلية أو على مستوى المزارع التجارية. ورغم كونه نباتًا صحراويًا يتحمل الجفاف، فإن زراعته تتطلب فهمًا دقيقًا لطبيعته حتى يحقق أفضل إنتاجية وجودة.

في هذا الملف نستعرض طرق الإكثار، البرنامج الزراعي الكامل، الجدوى الاقتصادية، أهم الأصناف، الأمراض الشائعة، وسبب الإقبال الكبير عليه في مصر والمنطقة العربية.

لماذا التين الشوكي؟

يتحمل الجفاف والحرارة الشديدة.

قلة تكاليف الزراعة والري مقارنة بالفاكهة الأخرى.

عائد اقتصادي مرتفع وسهل التسويق في الأسواق الشعبية والسوبر ماركت.

يستخدم في الغذاء والدواء وصناعة الأعلاف والزيوت.

أولاً: الإكثار — أفضل طريقة لبدء زراعة التين الشوكي

الإكثار بالألواح (الكفوف) — الطريقة الذهبية

تُعد طريقة الإكثار بالكفوف (الألواح) الأفضل والأكثر نجاحًا مقارنة بالبذور.

إليك الخطوات العملية كما يوصي بها الخبراء:

أفضل مواعيد الزراعة

مارس – مايو (الربيع): أعلى نسبة نجاح.

أواخر الصيف – بداية الخريف: يمكن الزراعة في المناطق المعتدلة.

خطوات الزراعة

1. اختيار الكف:

أن يكون ناضجًا، عمره عام على الأقل، خالٍ من الإصابات.

2. التجفيف والتعقيم:

يوضع الكف في مكان مظلل لمدة 7–10 أيام حتى تتكون طبقة واقية تمنع التعفن.

3. الغرس:

تربة رملية جيدة الصرف.

يُغرس ثلث اللوح فقط في التربة.

4. الري:

لا يُروى بعد الغرس مباشرة.

الانتظار أسبوع ثم رية خفيفة جدًا.

بعد ذلك رية كل 10–14 يومًا.

5. الإضاءة:

النبات يعشق الشمس الكاملة ويحتاج 6–8 ساعات يوميًا.

ثانيًا: تجهيز الأرض والري والتسميد

التربة المناسبة

الأفضل: رملية أو صفراء خفيفة.

يتضرر في الأراضي شديدة الملوحة أو الثقيلة ذات الصرف الرديء.

الري

من أقل المحاصيل احتياجًا للمياه.

في الصيف: كل 10–14 يومًا.

الشتاء: رية كل شهر أو يُوقف الري في مناطق المطر.

التسميد

أول 3 أشهر: لا يحتاج تسميدًا كثيفًا.

بعد الاستقرار:

سماد بلدي متحلل: 20–25 متر مكعب للفدان.

إضافة جرعات NPK متوازنة كل 4–6 أسابيع في الموسم.

الإفراط في النيتروجين يؤدي لزيادة الأشواك وقلة الجودة.

ثالثًا: الأصناف المنتشرة

الأصفر (المصري)

الأكثر انتشارًا ورخصًا.

إنتاجية عالية وسهولة الزراعة.

الأحمر

طعم سكري وقشرة سميكة.

يلقى طلبًا عاليًا في الأسواق.

الاخضر

نادر، يستخدم في بعض الصناعات والاستهلاك المحلي.

رابعًا: الأمراض والآفات

رغم تحمله، إلا أن هناك مشكلات قد تواجه المزارعين:

1. البق الدقيقي والتين الشوكي القشري

أخطر الآفات التي قد تدمر الألواح.

المكافحة:

قص الألواح المصابة وحرقها.

رش زيوت معدنية مع مبيد حشري متخصص.

2. أعفان الجذور

تحدث بسبب الري الزائد أو سوء الصرف.

الحل: تحسين الصرف، وتقليل الري تمامًا في الشتاء.

خامسًا: الجدوى الاقتصادية لزراعة التين الشوكي

تكلفة الفدان (زراعة تقليدية)

تجهيز الأرض + شتلات: يبدأ من 15 – 20 ألف جنيه.

الاحتياجات المائية: قليلة جدًا.

العمالة: محدودة.

الإنتاجية

يبدأ الإنتاج من السنة الثانية.

من السنة الثالثة: يصل لـ 8–12 طنًا للفدان حسب الصنف والرعاية.

موسم بيع يمتد من يوليو حتى سبتمبر.

العائد

متوسط السعر للكيلو: بين 8–20 جنيهًا حسب الموسم والصنف، ويرتفع في بداية الموسم.

عائد الفدان قد يتجاوز 100 ألف جنيه في الظروف الجيدة.

سادسًا: لماذا يتوسع المزارعون في التين الشوكي؟

التغيرات المناخية زادت الحاجة لمحاصيل تتحمل الحرارة.

ندرة المياه تدفع المزارعين للمحاصيل شديدة الاقتصاد في الري.

ارتفاع أسعار الأعلاف دفع البعض لاستخدام بعض أصناف التين الشوكي في تغذية الحيوانات.

نمو الطلب على العصائر والمنتجات المشتقة منه.

التين الشوكي فرصة زراعية واعدة

لم يعد التين الشوكي مجرد فاكهة شعبية تباع على عربات في الشوارع، بل أصبح مشروعًا اقتصاديًا جاذبًا للمزارع الصغيرة والمتوسطة، وللزراعة المنزلية أيضًا.

وتشير التوقعات إلى زيادة الطلب عليه مع توسع الصناعات القائمة على العصير والزيوت والعلف الأخضر.

إن زراعته من الألواح تجعل البداية سهلة، ومع برنامج ري وتسميد بسيط يمكن الحصول على محصول وفير بجودة عالية دون تكاليف كبيرة.