بنجر السكر يغير خريطة الإنتاج الزراعي في الشرقية

بنجر السكر يواصل فرض حضوره في قطاع الشمال بمحافظة الشرقية مع حلول شهر نوفمبر من كل عام، حيث تتزين الحقول بمساحات واسعة من هذا المحصول الاستراتيجي الذي تجاوزت مساحاته المزروعة حجم المستهدف الموسمي، مدفوعًا بإقبال كبير من المزارعين لما يوفره من ربح مضمون وسهولة في الزراعة، كونه محصولًا تعاقديًا وغير مُجهد للتربة أو الفلاح.
تنامي زراعة بنجر السكر في الشرقية
كشف المهندس أشرف نصير، مدير عام الزراعة بالشرقية، عن زراعة 40 ألف فدان حتى الآن من إجمالي 50 ألف فدان مستهدفة خلال الموسم الشتوي، مؤكدًا توفير الأسمدة المدعمة للمزارعين.
وأوضح أن البنجر يُعد من أهم المحاصيل التعاقدية، ويبلغ سعر طن التوريد هذا العام 2000 جنيه، إضافة إلى 100 جنيه علاوة عن كل نقطة سكر محسّنة، ما يمنح الفلاح عائدًا مضمونًا ومجزيًا.
رحلة بدأت عام 1994 وتحوّلت لنجاح متواصل
بدأت زراعة بنجر السكر في الشرقية وتحديدًا في قطاع الشمال عام 1994 بمساحة لم تتجاوز 40 فدانًا. ومع مرور السنوات، توسعت المساحة تدريجيًا حتى أصبحت اليوم من أكبر الزراعات الشتوية في المحافظة. وتتميز مراكز صان الحجر، ومنشأة أبو عمر، والحسينية، وأولاد صقر، وكفر صقر بقدرتها العالية على إنتاج محصول وفير بفضل طبيعة التربة الملحية المناسبة لنمو البنجر.
عروات ثلاث تنظم موسم الزراعة بدقة
تُزرع مساحات البنجر وفق ثلاث عروات رئيسية:
العروة المبكرة: من منتصف أغسطس حتى منتصف سبتمبر
العروة المتوسطة: من منتصف سبتمبر حتى منتصف أكتوبر
العروة المتأخرة: من منتصف أكتوبر حتى نهاية نوفمبر
وأشار مدير عام الزراعة إلى تدريب أكثر من 20 أخصائيًا على أفضل أساليب زراعة البنجر بدءًا من مرحلة التقاوي حتى الحصاد، إضافة إلى تنظيم ندوات إرشادية ومدارس حقلية لتوعية المزارعين بطرق تحقيق الكثافة النباتية المثلى، وأساليب اكتشاف الأمراض مثل التبقّع وكيفية علاجه.
ويتم صرف حصص الأسمدة عبر الجمعيات الزراعية بواقع 3 شكاير يوريا أو 5 لترات مخصبات، بينما تصل مدة بقاء المحصول في الأرض إلى 210 أيام لضمان أعلى إنتاجية.
دعم فني وتنظيمي كامل لتحسين الإنتاج
أكد نصير توزيع تقاوي منتقاة من أصناف عالية الجودة، بعضها مستورد ويتمتع بإنتاجية تصل إلى 35 طنًا للفدان. وتتم عمليات تجهيز الأرض باستخدام تقنية الليزر في التسوية، والحرث العميق، وتقديم رشة مجانية لمكافحة الآفات وأخرى للمخصبات، إلى جانب دعم مستمر من مراكز بحوث السكر.
وساهم إنشاء مصنع سكر البنجر بالصالحية الجديدة المقام على مساحة 420 فدانًا في تسهيل عملية التسويق، بعد توقيع عقود رسمية مع المزارعين لتوريد المحصول مباشرة دون أي تعقيدات.
كما تعاقدت عدد من الشركات الكبرى مثل الشرقية، الدقهلية، النيل، الدلتا، القناة، والنوبارية مع المزارعين، وقدمت بعضها تقاوي مجانية للعروة الأولى مع صرف بون السكر وعلاوات التوريد.
شهادة مزارع: البنجر مكسب مضمون
يقول المزارع محمد عبد الله من كفر المدينة – منشأة أبو عمر: "نزرع البنجر باستمرار لأنه غير مُكلف ومربح في الوقت نفسه.
كما نستفيد من مخلفات الحصاد بتأجير الأرض لرعاة الأغنام، الذين يستخدمونها كعلف أخضر مقابل عائد إضافي يرفع من قيمة المحصول اقتصاديًا.

