اليوسفي المصري ينافس البرتقال محليًا.. ويغزو 65 دولة عالميًا

تستحوذ فاكهة اليوسفي على اهتمام المصريين مع بداية موسمها السنوي، فهي الثمرة الشتوية التي تجمع بين الطعم الحلو والنكهة الفريدة، وتنافس البرتقال في الأسواق المحلية والدولية.
كما تُسهم في تعزيز الاقتصاد المصري من خلال عوائد كبيرة من العملة الصعبة، ما يبرز أهميتها الاستراتيجية منذ عهد محمد علي باشا، الذي أطلق عليها اسم يوسف أفندي في حادثة طريفة أضفت على تاريخ اليوسفي لمسة من المرح.
اليوسفي في مصر.. ثمار تجمع التاريخ والجودة
نشأت ثمار اليوسفي منذ آلاف السنين في الصين، حيث كانت تعرف باسم المندرين نسبةً إلى منطقة مندرين جنوب البلاد. نتجت الثمرة عن تهجين الحمضيات البرية مع الليمون الهندي، وامتدت زراعتها لاحقًا إلى دول شرق آسيا مثل الصين واليابان وفيتنام، لتصبح أحد أشباه البرتقال المميزة بفصوصها الرقيقة وطعمها الحلو.
دخل اليوسفي مصر في القرن التاسع عشر على يد يوسف أفندي الأرمني، الذي أعجب بشتلات المندرين أثناء توقف بعثة طلابية مصرية في مالطا، وقرر نقلها وزراعتها في الدلتا.
وعند عرضه على محمد علي باشا، لم يتذكر يوسف الاسم الأصلي للثمرة، فاقترح طريفًا تسمية "طوسون باشا"، فأضحك الباشا رغم حزنه على وفاة ابنه. ومن ثم، خصص محمد علي أراضٍ واسعة لزراعة اليوسفي وأمر بزراعته في حديقة القصر.
اليوسفي يتصدر منافسة البرتقال المحلية
يتميز اليوسفي بطعمه الحلو ونكهته العطرية، إضافة إلى قشره الرقيق وفصوصه المنفصلة بسهولة، مع قلة البذور مقارنة بالبرتقال، ما يجعله مفضلاً لدى جميع الفئات العمرية.
ويُستخدم قشر اليوسفي المجفف كنوع من التوابل، وزيته لإضافة نكهة للشوكولاتة والحلويات، بينما تُستخدم ثماره الطازجة في إعداد العصائر الطبيعية في بعض الدول.
صادرات اليوسفي المصرية تحقق أرقامًا قياسية
يحتل اليوسفي المرتبة الثالثة بين الفواكه المصرية المصدرة، حيث بلغت عائداته من العملة الصعبة نحو 214 مليون دولار عام 2024، بينما وصلت كمية الصادرات نحو 150 ألف طن من إجمالي 2.2 مليون طن من البرتقال المصدّر، وفق هيئة رقابة الصادرات.
ويصل اليوسفي المصري إلى 65 دولة أبرزها بريطانيا والبرازيل والسعودية، منافسًا اليوسفي المغربي والتركي على الأسواق العالمية.
اليوسفي.. حماية صحية للبشرة والمناعة
يعتبر اليوسفي مصدرًا غنيًا بفيتامين سي، حيث توفر ثمرة واحدة ثلث الاحتياجات اليومية للإنسان، مما يعزز المناعة ضد الفيروسات الشتوية ويحافظ على صحة البشرة. كما تحتوي الثمرة على ألياف غذائية تساعد في تحسين حركة الأمعاء وخفض الشهية، ما يجعلها إضافة مثالية لنظام غذائي صحي ومتوازن.

