موسم البرتقال 2026 بين التحديات والفرص.. ماذا ينتظر مزارعي ومصدّي أورنج مصر؟

أكدت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أن موسم الصادرات الجديد لمحصول البرتقال المصري سيُفتح في منتصف ديسمبر 2025، بعد تجهيز الثمار في المحطات المعتمدة من الحجر الزراعي، تمهيدًا لشحن أول شحنة تصديرية.
أوضحت أن مؤشرات مبكرة تشير إلى أن الإنتاج قد لا يرتقي إلى مستويات بعض المواسم السابقة، في ظل توقعات بانخفاض كميات الفاكهة المتاحة، وتحوّل جزء من الإنتاج نحو المعالجة الصناعية للتصدير.
المؤشرات والتوقعات
وفق أحدث بيانات لـ USDA / مكتب القاهرة، الإنتاج المحلي من البرتقال قد ينخفض في موسم 2024–2025 إلى نحو 3.7 مليون طن نتيجة ظروف مناخية أثّرت على عقد الثمار.
هذا التراجع — إذا استمر — قد ينعكس على موسم 2025/2026، خاصة إذا لم تتحسّن الظروف المناخية أو لم تشهد المساحات المزروعة نموًا كبيرًا.
في المقابل، يشهد القطاع توسعًا في صناعة المعالجة والتصدير؛ فمن المتوقع أن تدخل 6 مصافي عصير جديدة حيز التشغيل في 2026، بقدرة معالجة تُقدَّر بـ حوالي 2 مليون طن سنويًا — ما قد يغيّر تشكيلة الإنتاج من فاكهة طازجة إلى عصير ومركز عصير.
هذا يعني أن جزءًا من إنتاج البرتقال قد يُوجَّه للسوق المحلية والعالمية كعصير أو منتجات معالجة، وليس بالضرورة كفاكهة طازجة.
الفرص
وجود سوق عالمي متزايد على العصائر ومركزات البرتقال، مما يفتح نافذة لتكوين قيمة مضافة أكبر من مجرد التصدير كفاكهة طازجة.
دخول وحدات معالجة جديدة يُحسِّن من إمكانية امتصاص فائض الإنتاج أو الثمار غير المؤهلة للتصدير الطازج، ما يقلّل الهدر ويضمن عائد للمزارع.
إمكانية استقرار الأسعار في حال تضاؤل المعروض الطازج بفضل تحويل جزء كبير من المحصول إلى عصير/مركز عصير.
التحديات
انخفاض الإنتاج المتوقع قد يضغط على المعروض الطازج، ما قد يرفع الأسعار محليًا لكنه قد يحدّ من التصدير للكميات المعتادة.
اعتماد كبير على المعالجة الصناعية يعني ضرورة الالتزام بمواصفات جودة صارمة، وإلا فإن المنتج قد يفقد قدرته التنافسية في الأسواق العالمية.
إذا لم تتحسّن الظروف المناخية أو لم تُدار الزراعة والتصدير بكفاءة، قد يُقدّر الإنتاج أقل من التوقعات، ما يضع المزارعين في موقف صعب.
توصيات للمزارعين والقطاع الزراعي
تنويع السوق: توزيع الإنتاج بين الفاكهة الطازجة والمعالجة (عصير/مركز عصير) لتخفيف المخاطر وزيادة العائد.
تعزيز البنية التحتيّة: الاستثمار في مصانع وتجهيزات التعبئة والتجميد والمعالجة لضمان جودة المنتج وسهولة التصدير.
تخطيط زراعي مرن: مراعاة التغيرات المناخية عند تحديد المساحات المزروعة، وتنويع الأصناف لتقليل المخاطر.
تسويق ذكي: التركيز على الأسواق التي تطلب عصير أو معالجة، وليس فقط التصدير كفاكهة طازجة، خاصة في مواسم الإنتاج المنخفض.
موسم 2025/2026 لمحصول البرتقال في مصر يبدو أنه سيشهد مزيجًا من التحديات والفرص: إنتاج محلي أقل من بعض المواسم السابقة، لكن في المقابل توسّع في صناعة المعالجة والتصدير الذي قد يعوّض جزئيًا التراجع في الفاكهة الطازجة.
نجاح الموسم — للمزارع والدولة على حد سواء — سيعتمد على التخطيط الجيد، التنويع بين الطازج والمعالج، والالتزام بمعايير الجودة في الزراعة والتصدير.

