الأرض
موقع الأرض

انهيار أسعار المحاصيل يربك السوق الزراعي

اسلام موسى -

تشهد انهيار أسعار المحاصيل في الأسواق الزراعية المصرية خلال موسم 2025 تحولًا غير مسبوق، وفق ما أكده الخبير الزراعي محمد الجوهري، الذي أشار إلى أن السوق يتعرض لموجة نزول حادة طالت محاصيل رئيسية مثل البطاطس والبصل والثوم، إضافة إلى تراجع واضح في أسعار الفاكهة، وعلى رأسها العنب والمانجو المتبقية على الأشجار حتى نهاية الموسم، فضلًا عن انخفاض الموالح والفراولة. ويعكس هذا التراجع بحسب الجوهري تغيرًا كبيرًا في معادلة العرض والطلب، وتحوّلًا حقيقيًا في اتجاهات السوق الذي يرصدها موقع الأرض بشكل متواصل.

أسباب انهيار أسعار المحاصيل هذا الموسم

أوضح الجوهري أن ما تشهده الأسواق حاليًا هو نتيجة مباشرة لانكماش التضخم الذي توقّع البنك المركزي هبوطه إلى 10% في 2026، مقارنة بـ 14% في 2025 و28.3% في 2024. هذا الانخفاض وفق تأكيده أدى إلى تفجير ما أسماه بـ"فقاعة الأسعار"، وهي الحالة التي رفعت أسعار المحاصيل خلال السنوات الماضية إلى مستويات غير واقعية، قبل أن تعود السوق اليوم إلى مستويات أقرب للمنطق الاقتصادي.

اتجاهات السوق تعيد صياغة المشهد الزراعي

ولفت الجوهري إلى أن الأسعار ستستقر خلال الفترة المقبلة عند مستويات تقترب من ضعف أسعار موسم 2022/2023، واصفًا هذه المستويات بأنها "الأسعار الحقيقية" التي ستُحدد مسار السوق خلال السنوات القادمة.

ودعا المزارعين إلى إعادة النظر في حسابات الإنتاج وتقليل التكاليف قدر الإمكان، وعدم الانجراف وراء العلامات التجارية مرتفعة الثمن، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها الأسواق.

تحذيرات مباشرة للشركات الزراعية

وفي سياق متصل، حذّر الجوهري شركات مستلزمات الإنتاج الزراعي من الإبقاء على أسعارها الحالية دون مراعاة تعديلها وفق التغيرات التي يفرضها السوق، مؤكدًا أن تجاهل هذا الواقع قد يدفع الشركات مستقبلًا إلى خفض أسعارها بشكل مفاجئ، الأمر الذي قد يخلق حالة ارتباك حادة داخل القطاع ويؤثر سلبًا في المزارعين والمستهلكين على حد سواء.