وكالة الاستخبارات الأميركية تدير برنامجا سريا لخفض إنتاج الأفيون في أفغانستان

كشف تحقيق مطول أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية نفذت عملية سرية استمرت أكثر من عقد تهدف إلى خفض محتوى القلويدات في خشخاش الأفيون المزروع في ولايتين أفغانيتين رئيسيتين، ضمن محاولة تقليل جدوى إنتاج الهيروين وتمويل الجماعات المسلحة.
تفاصيل العملية وأساليبها
بدأت الحملة في 2004 وامتدت إلى نحو 2015، وشملت نشر ملايين بذور خشخاش مهجنة تم تطويرها بتقنيات تربية انتقائية لا تعديل وراثي. صممت هذه السلالات لإنتاج خشخاش يحتوي على نسب منخفضة للغاية من القلويدات الضرورية لاستخراج الأفيون الخام. نفذت العمليات بسرية عالية لدرجة أن بعض مسؤولي البنتاغون ووزارة الخارجية لم يكونوا على علم بها، بحسب مصادر التحقيق.
تقييم النتائج والتكاليف
رغم الطبيعة التقنية المتقدمة للمشروع، بقيت فعاليته محدودة على صعيد خفض تجارة المخدرات أو تقليل تمويل الجماعات المسلحة، بينما ارتفعت تكلفة البرنامج وتعقدت آليات مراقبته في حقول نائية تعرّضت لاضطرابات أمنية مستمرة. لم يصدر تعليق رسمي من الوكالة حول تفاصيل التنفيذ أو التقييم النهائي للنتائج.
انعكاسات أخلاقية واستراتيجية
تطرح الحملة تساؤلات أخلاقية وقانونية حول تدخلات زراعية سرية وتأثيرها على المجتمعات المحلية والنظم البيئية، إضافة إلى فعالية الحلول التقنية لمشكلات سياسية وجذور تمويلية معقدة مثل تجارة المخدرات في بيئات نزاع مسلح. كما تبرز القناعة أن الإجراءات التقنية وحدها لا تكفي لمعالجة شبكات تمويل متجذرة دون نهج سياسي وشامل.

