الأرض
موقع الأرض

دور الدعم الحكومي في تحسين إنتاجية القمح على المصاطب

اسلام موسى -

انطلقت خلال الأسابيع الماضية عمليات زراعة القمح في محافظات مصر، على مساحات تُقدَّر بنحو 3.5 مليون فدان، وفقاً لبيانات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي. ويأتي ذلك بالتزامن مع توجّه حكومي متسارع نحو التوسع في زراعة قمح المصاطب باعتبارها تقنية زراعية تحقق زيادة ملحوظة في الإنتاجية وترشيداً كبيراً في استهلاك المياه، ما ينعكس مباشرةً على الأمن الغذائي الوطني.

توسع مدروس في زراعة قمح المصاطب

كشفت وزارة الزراعة عن بدء توزيع 75 سطارة قمح مطورة كدفعة أولى من خلال قطاع الزراعة الآلية لدعم المزارعين في مختلف المحافظات. ويستهدف هذا الإجراء تشجيع المزارعين على استخدام الممارسات الزراعية الحديثة، وفي مقدمتها تقنية زراعة القمح على المصاطب التي أثبتت تحسيناً واضحاً في كفاءة استخدام الأرض والمياه.

وأكد الدكتور هاني درويش، رئيس الجهاز التنفيذي لمشروعات تحسين الأراضي وقطاع الزراعة الآلية، أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة متكاملة تهدف إلى تعزيز الاعتماد على التقنيات الحديثة وتقليل الفاقد من الموارد، بما يعزز خطط الدولة للتوسع في زراعة القمح وزيادة الإنتاج المحلي بشكل مستدام.

دعم ميكنة الزراعة وتحديث المعدات

أوضح درويش أن الدفعة الأولى من السطارات المطوّرة جرى تعديلها وتوزيعها على عدد من المحطات الرئيسية بالمحافظات، مثل: الخطاطبة، قويسنا، قلين، تلا، وسخا، استعداداً للموسم الزراعي الجديد. ويجري حالياً الانتهاء من تطوير دفعات إضافية لتغطية باقي المحافظات بهدف رفع كفاءة الخدمة المقدمة للمزارعين.

وشدّد على أن توجيهات وزير الزراعة تركز على تعزيز قدرات محطات الزراعة الآلية وتزويدها بالمعدات الحديثة التي تُسهِم في خفض تكاليف الإنتاج، وتسريع العمليات الزراعية، وضمان استخدام أفضل التقنيات اللازمة لتحقيق تنمية زراعية مستدامة تعود بالنفع المباشر على الاقتصاد القومي.

مزايا استراتيجية لزراعة القمح على المصاطب

ووفقاً لتقارير وزارة الزراعة، فإن قمح المصاطب يقدم مجموعة واسعة من الفوائد التي تُعزّز إنتاجية الفدان وتحسّن جودة المحصول، ومن أبرزها:

ترشيد مياه الري والتقاوي: بفضل التوزيع الدقيق للمياه وانخفاض كمية البذور المستخدمة.

تحسين الإنبات والنمو: حيث تحقق النباتات تجانساً أفضل وتفريعاً أقوى وزيادة في عدد السنابل.

رفع كفاءة استخدام الأسمدة: وخاصة الأسمدة النيتروجينية مما يعزز الحالة الغذائية للنبات.

تقليل الرقاد ومكافحة الحشائش: بفضل انتظام توزيع النباتات وسهولة المرور بين الصفوف.

زيادة الإنتاجية: بمتوسط يزيد بين 3 و5 أردب للفدان مقارنة بالزراعة التقليدية، مع تحسين جودة الحبوب وامتلاء السنابل.

يؤكد هذا التوجّه المتصاعد نحو زراعة قمح المصاطب أن مصر تسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق إنتاج أعلى من القمح مع استهلاك أقل للمياه، في وقت يمثل فيه تعزيز الأمن الغذائي أولوية قصوى. ومن المتوقع أن تساهم ميكنة الزراعة وتحديث المعدات في تسريع تبني هذه التقنية وتحقيق عائد اقتصادي أكبر للمزارعين والدولة على حد سواء.