الأرض
موقع الأرض

كينيا تسرع تطوير أصناف البطاطس عبر التربية الهجينة

كتب - محمود راشد: -

تحدث تربية البطاطس الهجينة تحولا جذريا في أساليب تطوير الأصناف الزراعية، إذ تمكن من إنتاج أنواع جديدة بوتيرة أسرع وتوزيع بذور عالية الجودة في المناطق التي تعاني من نقص حاد في الإمدادات المعتمدة. في كينيا، حيث يستخدم نحو 10% فقط من المزارعين الصغار بذورا معتمدة، يمثل هذا الابتكار أملا في تعزيز الإنتاجية والأمن الغذائي.

تسريع الابتكار الزراعي

يوضح الخبير هانز هويسترا أن البطاطس الهجينة لا تختلف في الشكل أو الطعم عن البطاطس التقليدية، لكن قوتها تكمن في طريقة تطويرها. فباستخدام الجينات المناسبة، يمكن إدخال صفات مقاومة جديدة بسرعة تصل إلى ضعف السرعة التقليدية. كما أن إمكانية زراعتها من البذور بدل الدرنات تفتح آفاقا تسويقية جديدة تخفض تكاليف النقل والتخزين.

من فكرة بحثية إلى تطبيق ميداني

رغم أن التربية الهجينة كانت شائعة في محاصيل مثل الذرة والطماطم، إلا أن تطبيقها على البطاطس كان يعتبر مستحيلا لسنوات بسبب العوائق الجينية. تغير هذا في عام 1999 بعد اكتشاف جين في بطاطس برية مكن من التلقيح الذاتي، فاتحا الباب أمام إنتاج سلالات هجينة نقية. وأوضح آد فروليك، رئيس برنامج التربية الهجينة في مجموعة Royal HZPC، أن هذا النهج يتيح اختبار الأصناف مباشرة في البيئات المستهدفة، بدلا من الاقتصار على الاختبارات في أوروبا.

نتائج واعدة في التجارب الكينية

في كينيا، أظهرت التجارب الميدانية أن بعض الأصناف الهجينة تضاهي إنتاجية الصنف المحلي الشهير شانجي. أحد الأصناف المرشحة، D23HY2515، أظهر مقاومة عالية لمرض اللفحة المتأخرة حتى دون معالجات وقائية، مما قد يخفض استخدام مبيدات الفطريات بنسبة تصل إلى 30%.

مستقبل إنتاج البطاطس الهجينة

رغم هذه القفزة التقنية، لا تزال الدرنات التقليدية تلعب دورا أساسيا في إنتاج البطاطس التجارية. فالنباتات المزروعة من البذور تحتاج إلى وقت أطول للنضج، مما يتطلب دورات إضافية لإنتاج بذور مناسبة للزراعة على نطاق واسع. ومع ذلك، يرى الخبراء أن التهجين سيتوسع تدريجيا إلى أوروبا في السنوات المقبلة، حيث يمكن تكييف الأصناف الجديدة لتلبية احتياجات الأسواق الإقليمية بسرعة وفعالية.