كيف تحمي مصر ثروتها الحيوانية من الفيروسات الجديدة؟

أكد الدكتور أحمد صبحي أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا بالغًا بالحفاظ على الثروة الحيوانية وتعظيم إنتاجيتها، من خلال الاستجابة السريعة والتعامل الفوري مع أي طوارئ صحية تصيب الحيوانات، مثل الحمى القلاعية والوادي المتصدع.
وأوضح أن الجهود البحثية التي تبذلها الدولة أثمرت عن عزل سريع لعترات فيروس الحمى القلاعية، خصوصًا العترة المنتشرة مؤخرًا "سات–1"، وإنتاج المصل المضاد لها بالتعاون بين الجهات البحثية المختصة، ما ساهم في الحد من انتشار العدوى وتقليص أعداد الحيوانات المصابة.
وفي سياق متصل، أعلن الدكتور حامد الأقنص، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أن وزارة الزراعة تمكنت بالكامل من السيطرة على عترة فيروس الحمى القلاعية الجديدة (SAT1) التي ظهرت في مصر خلال يوليو 2025.
وأشار إلى أن الهيئة، بالتنسيق مع معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية، اتخذت كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة فور رصد الفيروس في دول مجاورة، ما أتاح سرعة عزل العترة الجديدة وتصنيع لقاح محلي مخصص لها لحماية الثروة الحيوانية.
وأضاف الدكتور صبحي أن التعامل البحثي السريع أسهم في إنتاج المصل المضاد خلال فترة قياسية، مما خفّض معدلات الإصابة الحالية بشكل ملحوظ. كما شدد على أهمية التطعيم الوقائي الدوري وفقًا لنوع الفيروس والعترة السائدة لضمان تحصين الحيوانات بفاعلية.
وفيما يتعلق بسلامة الغذاء، أوصى الدكتور صبحي المواطنين بضرورة شراء اللحوم من المنافذ الموثوقة، مع التأكد من طهيها جيدًا حتى تتجاوز درجة الحرارة الداخلية 70–74 درجة مئوية، نظرًا لأن الفيروس يُقتل عند درجة 65 مئوية، مما يضمن طهيًا صحيًا وآمنًا. وأشار إلى أن السلق أو الغلي يُعدّان أكثر أمانًا من الشواء، الذي قد لا تصل فيه الحرارة إلى جميع أجزاء اللحم.
كما حذر من تناول الألبان غير المعقمة، مؤكدًا على ضرورة غلي اللبن لمدة تتراوح بين 15 و30 دقيقة مع التقليب المستمر لضمان القضاء على البكتيريا والطفيليات الضارة التي قد تتجمع على السطح أثناء الغليان.
ويعكس هذا التحرك المتكامل بين وزارة الزراعة والهيئات البحثية والجامعات المصرية مدى التزام الدولة بتطبيق سياسات وقائية متقدمة لحماية الثروة الحيوانية وتعزيز الأمن الغذائي، في ظل التحديات الوبائية التي تواجه المنطقة.

