نواب البرلمان أمام اختبار زيادة سعر طن القصب

تحرك مزارعو محافظة أسوان خلال الأيام الأخيرة مطالبين نواب البرلمان بالتدخل العاجل لرفع سعر طن القصب بما يتناسب مع ارتفاع تكاليف الزراعة والإنتاج، خاصة بعد الزيادات الكبيرة في أسعار المحروقات ومدخلات الإنتاج الزراعي من تسميد وري وشحن ونقل.
وأكد المزارعون أن الزيادات التي أقرتها الحكومة في السنوات الماضية لم تعد كافية لتغطية نفقات الزراعة، مشيرين إلى أن زراعة القصب أصبحت تواجه تحديات مالية حقيقية تهدد استمرارها كمصدر رئيسي للدخل في جنوب الصعيد.
وقال أحمد حيدر، أحد مزارعي جمعية الرقبة بأسوان، إن تكاليف الإنتاج تضاعفت في السنوات الأخيرة، ورغم الجهود الحكومية لرفع سعر طن القصب، إلا أن العائد لا يزال ضعيفًا مقارنة بالأرباح التي تحققها المصانع من أكثر من 22 منتجًا مشتقًا من القصب، بينما يحصل المزارع على نسبة ضئيلة فقط.
وطالب حيدر بسرعة تحرك جمعية منتجي القصب لإجراء مشاورات جادة مع لجان الزراعة بالبرلمان ووزارات الزراعة والمالية والتموين من أجل إعادة تسعير منصف للمحصول، مؤكدًا أن الجمعية ما زالت مقصرة في الدفاع عن حقوق المزارعين.
وأشار عدد من المزارعين إلى ضرورة زيادة حصة الأسمدة المدعمة من مصنع "كيما" بأسوان، الذي يوجه معظم إنتاجه للتصدير، مؤكدين أن الكميات المخصصة حاليًا لا تكفي احتياجات المزارعين، ما يدفعهم للجوء إلى السوق السوداء بأسعار مرتفعة.
وطالب المزارع سيد أبوالوفا من جمعية بنبان بضرورة إيجاد حلول سريعة لأزمة القصب، مؤكدًا أن ضعف العائد أجبر بعض المزارعين على تحويل أراضيهم إلى زراعات المانجو والبلح التي تدر أرباحًا أفضل وتحتاج تكاليف أقل.
كما شدد المزارع منصور السلواوي على أهمية تدخل النواب لوقف الغرامات المالية المتكررة المفروضة على المزارعين خارج الزمام، موضحًا أن هؤلاء ساهموا في تعمير الصحراء وزراعتها منذ عقود، لكنهم يواجهون غرامات غير مبررة من وزارة الري رغم الوعود السابقة برفعها وتوفير مقنن مائي معتمد لهم.
وفي السياق ذاته، دعا المزارع فوزي عيد نواب البرلمان إلى الدفاع عن حقوق الفلاحين، مؤكدًا أن مصر بحاجة إلى ممثلين حقيقيين يعيشون واقع الفلاحين وينقلون معاناتهم تحت قبة البرلمان، حتى تعود الزراعة المصرية إلى قوتها كرافد أساسي للاقتصاد الوطني.
كما اقترح سعد الطقاشي من جمعية الرقبة إنشاء مصانع للأسمدة في أسوان لتغطية احتياجات المزارعين محليًا، خصوصًا بعد توسع الرقعة الزراعية بفضل مشروعات الرئيس عبد الفتاح السيسي، مثل مشروع توشكى الذي حوّل مساحات الصحراء إلى أراضٍ خضراء منتجة.
وطالب أسامة الغنيمي من جمعية إدفو بضرورة دعم المزارعين عبر تسهيل الحصول على قروض البتلو لتربية الماشية وزيادة إنتاج اللحوم والألبان، ما يساهم في تحسين معيشة الفلاح ورفع معدلات الإنتاج الحيواني في مصر.
ويعد ملف زراعة القصب في أسوان من أبرز القضايا الزراعية التي تمس الأمن الغذائي المصري، نظرًا لكون المحافظة من أكبر مناطق إنتاج القصب في البلاد. ويعكس تحرك المزارعين الأخير مدى حاجتهم إلى دعم حكومي حقيقي يعيد التوازن بين تكاليف الزراعة والعائد منها، ويضمن استدامة هذا المحصول الاستراتيجي الذي تعتمد عليه مصانع السكر في مختلف المحافظات.

