أسيوط تدعم قرية «كوم بوها» لتنمية صناعة الدواجن بالصعيد

تُعد قرية كوم بوها التابعة لمركز ديروط إحدى القرى الريفية الرائدة في محافظة أسيوط، إذ تحولت على مدار عقود إلى قلعة حقيقية لإنتاج البيض والدواجن، حتى باتت مركزًا رئيسيًا لتوريد الطيور والبيض إلى مختلف مراكز الصعيد. ويعمل أغلب سكانها في مهنة التفريخ وتربية الدواجن، لتصبح مصدر رزقهم الأساسي ومحرّك الحياة الاقتصادية داخل القرية.
تتمتع القرية بموقع استراتيجي شمال محافظة أسيوط، جعلها نقطة جذب للمشروعات الزراعية والداجنة، إذ تحيط بها مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة المزروعة بالقمح والذرة والبرسيم، إلى جانب تربية الماشية والنحل، ما منحها شهرة كبيرة في مجال الإنتاج الحيواني والداجني.
توسّع زراعي وتنموي في الظهير الصحراوي
أكد المهندس عبدالرحيم أحمد، وكيل وزارة الزراعة بأسيوط، أنه تم عقد اجتماع موسّع مع أهالي القرية لمناقشة خطة التوسع في إنشاء مزارع دواجن جديدة بالظهير الصحراوي بالتنسيق مع مجلس مدينة ديروط، بهدف استثمار خبرات أهالي كوم بوها الذين يمتلكون خبرة تراكمية طويلة في هذا المجال.
وأشار إلى أن عدد العنابر الداجنة وصل إلى نحو 200 عنبر بمركزي ديروط والقوصية، بينما تضم كوم بوها نحو 30 مزرعة فقط داخل نطاقها الضيق، ما استدعى توجيهات المحافظ بتوفير الدعم اللازم وتخصيص مساحات جديدة بالمناطق الصحراوية المحيطة.
مبادرات تنموية متكاملة لدعم الفلاحين
وفي خطوة لتعزيز التنمية الريفية، أعلن اللواء الدكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط، إطلاق حزمة من المبادرات التنموية من داخل قرية كوم بوها، تستهدف دعم الفلاحين وتنمية الثروة الداجنة والزراعات التكاملية، ضمن رؤية مصر 2030.
وأوضح المحافظ خلال لقاء موسع مع المزارعين ومربي الدواجن، بحضور قيادات المحافظة ووكيل وزارة الزراعة، أن القرية ستكون نموذجًا رائدًا لمجتمع زراعي إنتاجي متكامل يجمع بين الزراعة وتربية الدواجن وإنتاج العسل.
كما أشار إلى دراسة طرح مساحات جديدة من الأراضي الصحراوية للإيجار لإقامة مشروعات منخفضة التكلفة وعالية العائد، فضلًا عن تشغيل المجزر الآلي للدواجن لدعم صغار المربين وتوفير فرص عمل للشباب.
بورصة وسوق جملة لتعزيز التنافسية
ضمن الخطوات التنفيذية للمحافظة، أعلن المحافظ عن إنشاء بورصة لتداول منتجات الدواجن والطيور داخل نطاق مركز ديروط، إلى جانب سوق جملة للمحاصيل الزراعية، بما يساهم في استقرار الأسعار ودعم الاقتصاد المحلي.
كما وجّه الأجهزة التنفيذية بسرعة توفير الأمصال والطعوم البيطرية عبر سيارات مجهزة، وتقديم الأعلاف من مصنع عرب العوامر، إلى جانب تسهيل إجراءات تسليم كارت الفلاح وتفعيل الخدمات المصرفية الزراعية لتوفير التمويل للمزارعين.
تحديات حقيقية وفرص واعدة
قال شنودة رفعت عاطف، أحد أبناء القرية، إن مهنة تربية الدواجن توارثها الأهالي جيلًا بعد جيل، موضحًا أن كل بيت في كوم بوها يضم عنبرًا لتربية الطيور بمختلف أنواعها.
ولفت إلى أن المهنة تواجه تحديات أبرزها ارتفاع أسعار العلف والأدوية وزيادة تكاليف النقل والمحروقات، ما أثر على تكلفة الإنتاج.
وأضاف أن الإجراءات المعقدة للحصول على القروض ساهمت في زيادة الضغوط على المربين.
ونوه أسامة جمال، صاحب مزرعة دواجن، إلى أن مبادرة المحافظ بعقد لقاء مباشر مع المربين تُعد الأولى من نوعها، وتؤكد جدية الدولة في إيجاد حلول جذرية لمشكلات القطاع الداجني.
وأوضح أن أكثر من 10 آلاف شخص من أبناء القرية يعملون في هذه المهنة، ما جعل كوم بوها قرية خالـية من البطالة، رغم توقف التوسع التدريجي في المزارع خلال السنوات الأخيرة.

