الأرض
موقع الأرض

الحمى القلاعية تعود.. مصر تواجه موجة جديدة من التفشي وتكثف حملات التحصين

تفشي الحمى القلاعية
كتب - محمود موسى: -

تشهد عدد من المحافظات المصرية خلال الأسابيع الأخيرة انتشاراً جديداً لمرض الحمى القلاعية بين الماشية، وسط تحذيرات من الأطباء البيطريين والمربين، وإجراءات استثنائية تتخذها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عبر الهيئة العامة للخدمات البيطرية للسيطرة على الموقف والحد من الخسائر الاقتصادية.

ظهور سلالة جديدة من الفيروس

بحسب بيانات رسمية صادرة عن المنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH)، فقد أبلغت مصر في 20 أغسطس 2025 عن ظهور سلالة جديدة من فيروس الحمى القلاعية من نوع SAT-1، وهي من السلالات النشطة التي لم تُسجَّل في البلاد منذ سنوات. وأكد التقرير الدولي أن العينات التي تم تحليلها بمعامل المرجعية الإقليمية أثبتت وجود العترة الجديدة في بعض مناطق الوجه البحري.

الزراعة: حملات تحصين موسّعة تشمل كل المحافظات

من جانبها، أعلنت وزارة الزراعة إطلاق حملة قومية شاملة لتحصين الماشية ضد مرض الحمى القلاعية، بدأت خلال الصيف الماضي وتستمر حتى نهاية العام الجاري.
وأكد الدكتور حامد الاقنص، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، في بيان رسمي، أن الحملات تستهدف جميع المحافظات دون استثناء، وتهدف إلى تحصين الأبقار والجاموس والأغنام والماعز ضد العترات المتداولة في مصر، موضحاً أن الحملة الحالية تشمل أيضًا التطعيم ضد حمى الوادي المتصدع ضمن برنامج واحد متكامل.
وأشار البيان إلى أنه جرى تحصين أكثر من 1.2 مليون رأس ماشية حتى نهاية أكتوبر، بإجمالي تجاوز 2.4 مليون جرعة، وذلك ضمن الجهود الوطنية للسيطرة على الأمراض الوبائية.

إجراءات طوارئ في القرى والمراكز

في عدد من المحافظات مثل الشرقية والبحيرة والمنوفية وبني سويف، أبلغ مربّون عن حالات إصابة متفرقة بين الأبقار والجاموس، وتقوم الإدارات البيطرية المحلية بعزل الحالات المشتبه فيها وفرض قيود مؤقتة على حركة المواشي، إلى جانب تنفيذ حملات توعية للمربين حول أساليب الوقاية والتعامل مع الحيوانات المصابة.
وأوضح أطباء بيطريون ميدانيون أن سرعة انتقال الفيروس تفرض أهمية الالتزام ببرامج التحصين وعدم شراء ماشية جديدة من الأسواق المفتوحة إلا بعد التأكد من حصولها على التطعيمات اللازمة.

خسائر اقتصادية محتملة

الحمى القلاعية تُعد من أخطر الأمراض الاقتصادية التي تصيب الثروة الحيوانية، إذ تؤدي إلى تراجع إنتاج الحليب بنسبة قد تصل إلى 80%، وتأخر نمو الحيوانات المصابة، إضافة إلى نفوق أعداد كبيرة من العجول الصغيرة.
ويحذر خبراء الزراعة من أن أي تراخٍ في تطبيق التحصين الدوري سيُضاعف الخسائر، خاصةً في ظل ارتفاع أسعار الأدوية والأعلاف، ما قد ينعكس على أسعار اللحوم ومنتجات الألبان في الأسواق المحلية.

توصيات رسمية

الهيئة العامة للخدمات البيطرية شددت على ضرورة، التبليغ الفوري عن أي حالة اشتباه في المزارع، والامتناع عن بيع أو نقل الحيوانات المريضة إلى الأسواق، كذلك الالتزام بمواعيد التحصين الدورية التي تُعلنها مديريات الطب البيطري، مع بإجراءات النظافة والتطهير في الحظائر وأماكن التربية.

جهود دولية ومحلية لمتابعة السلالات

وأكدت المنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH) في تقريرها الأخير أن التعاون مع السلطات المصرية جارٍ لمتابعة التغيرات الجينية للفيروس وتحديث اللقاحات بما يتناسب مع السلالات المتداولة، مشيرةً إلى أن ظهور العترة SAT-1 لا يُعد تفشياً شاملاً، بل “حالات متفرقة تحت السيطرة”.

فيما أكدت مصادر رسمية أن مصر ما تزال في المرحلة الآمنة من السيطرة على الحمى القلاعية بفضل برامج التحصين المنتظمة، لكنّ استمرار ظهور سلالات جديدة يتطلب يقظة دائمة، وتعاوناً أكبر بين المربين والطب البيطري، ودعماً مستمراً للمعامل المرجعية لتطوير لقاحات محلية تتناسب مع الفيروسات المتحورة.