الأرض
موقع الأرض

البرازيل تفتح مجرى نهر الأمازون أمام صادرات فول الصويا والذرة على مدار العام

كتب - محمود راشد: -

في خطوة تعزز موقعها كقوة زراعية عالمية، وافقت الجهات التنظيمية في البرازيل على مشروع ضخم لشق قناة بطول 35 كيلومترا عبر المنحدرات الصخرية في غابات الأمازون المطيرة، لتحويل مجرى نهر أراجوايا-توكانتينز إلى طريق مائي صالح للملاحة طوال العام.

يهدف المشروع إلى تسهيل تصدير فول الصويا والذرة عبر حوض الأمازون، مما يقلل من الاعتماد على الطرق البرية الطويلة والمكلفة بيئيا، ويمنح البرازيل ميزة تنافسية أمام منافسين مثل الولايات المتحدة التي تعتمد على نهر المسيسيبي كمسار رئيسي لصادرات الحبوب. ووفقا للتقديرات الحكومية، يمكن أن ينقل المجرى الجديد نحو 20 مليون طن من الحبوب سنويا إلى الموانئ النهرية الشمالية.

تبلغ تكلفة المشروع 7.3 مليار دولار، ويتضمن أكثر من 110 أميال إضافية من أعمال التجريف لتوسيع مجرى النهر. لكن في المقابل، يواجه المشروع معارضة قضائية وبيئية قوية. إذ دعا المدعون الفيدراليون إلى تعليقه، مطالبين بإجراء تقييم شامل لتأثيراته على النظم البيئية الهشة والمجتمعات المحلية التي تعتمد على الصيد كمصدر رئيسي للدخل.

وخلال جلسة استماع ميدانية عقدت أواخر سبتمبر الماضي، عبر صيادون محليون أمام لجنة من القضاة عن خشيتهم من أن يؤدي النشاط الملاحي المكثف إلى تدهور مناطق الصيد وتدمير الموائل الطبيعية.

ورغم الجدل، ترى الحكومة أن المشروع سيحدث تحولا استراتيجيا في بنية الصادرات البرازيلية، عبر خفض تكاليف النقل وزيادة سرعة الشحن إلى الأسواق الآسيوية والأوروبية. وتأتي هذه الخطوة في ظل ارتفاع تاريخي لصادرات البرازيل من فول الصويا، التي بلغت 102 مليون طن في الأشهر العشرة الأولى من العام مقارنة بـ93.5 مليون طن خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

بهذا المشروع، تسعى البرازيل إلى تعزيز هيمنتها على تجارة الحبوب العالمية، مستفيدة من مواردها الطبيعية الهائلة، رغم استمرار الجدل حول كلفة التوسع الاقتصادي على حساب بيئة الأمازون ومستقبل مجتمعاتها المحلية.