الأرض
موقع الأرض

الحملة القومية للقمح تقود مصر نحو الاكتفاء الذاتي

اسلام موسى -

أكد الدكتور صبحي عبد الدايم، رئيس قسم بحوث القمح بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، أن الحملة القومية للنهوض بمحصول القمح في مصر تمثل ركيزة أساسية في تحقيق الأمن الغذائي ومواجهة تحديات المستقبل الزراعي، خاصة في ظل الزيادة السكانية المتسارعة التي ترفع من حجم الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وتزيد من فاتورة استيراد القمح.

وأشار إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في المرحلة المقبلة التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة ونقص مياه الري، ما يفرض ضرورة تطبيق استراتيجية وطنية متكاملة ترتكز على أربعة محاور رئيسية:

1. التوسع الأفقي بزيادة المساحات المنزرعة بالقمح هذا الموسم.

2. التوسع الرأسي برفع الإنتاجية من وحدة الأرض والمياه.

3. تقليل الفاقد في المحصول وترشيد الاستهلاك.

4. تنمية القدرات البشرية للمزارعين والمرشدين الزراعيين بما يضمن تطبيق أفضل الممارسات الحقلية.

أنشطة الحملة القومية: خطوات عملية لتحقيق الاكتفاء الذاتي

وأوضح رئيس قسم بحوث القمح أن الحملة القومية تنفذ مجموعة من الأنشطة الميدانية المكثفة، أبرزها:

تعزيز النشاط الإرشادي في الأراضي حديثة الاستصلاح ضمن مشروعات استصلاح 1.5 مليون فدان بمناطق توشكى والعوينات والفرافرة وغرب المنيا والواحات والدلتا الجديدة.

نشر الأصناف الحديثة عالية الإنتاج والمقاومة للأمراض.

زيادة نسبة التغطية بالتقاوي المنتقاة (المعتمدة) لضمان جودة المحصول.

توسيع نطاق الحقول الإرشادية للوصول إلى كل قرى الجمهورية.

تطبيق تقنية الزراعة على المصاطب التي تسهم في توفير أكثر من 20% من مياه الري وتحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة.

ولفت إلى أن الحملة تركز على نشر التقنيات الزراعية الحديثة عبر التجميعات الزراعية لتسهيل وصول المعرفة لأكبر عدد من المزارعين، مع التوسع في زراعة القمح على المصاطب لتصل إلى 50% من المساحة الكلية، بجانب تنفيذ برامج توعوية حول مكافحة أمراض القمح مثل أمراض الصدأ.

دعم فني وتوصيات فنية للمزارعين

تتضمن أنشطة الحملة كذلك تطبيق حزم التوصيات الفنية المتكاملة في الحقول، خصوصًا في الأراضي الملحية والمستصلحة، بالإضافة إلى المكافحة المتكاملة للحشائش وعلى رأسها حشيشة الزمير، مع التوسع في زراعة قمح الديورم بمحافظات بني سويف والمنيا، وتشجيع زراعة القمح في مزارع الأسماك لزيادة كفاءة استغلال الموارد المائية.

كما تشمل الخطة تنمية القدرات البشرية للعاملين بالإرشاد الزراعي وتقديم الدعم الفني المستمر للمشروعات القومية المشاركة في نشاط الحملة، بما يضمن استدامة التطوير وزيادة الإنتاجية في مختلف المحافظات.

استعدادات الموسم الجديد: توفير التقاوي وتحقيق الاكتفاء

وفيما يتعلق بالاستعداد للموسم الجديد، أكد الدكتور صبحي عبد الدايم أنه تم توفير التقاوي المنتقاة عالية الجودة والإنتاجية في جميع المحافظات عبر الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي بالتعاون مع شركات القطاع الخاص، لتغطية كل احتياجات المزارعين وفقًا للسياسة الصنفية المعتمدة.

وأوضح أن قسم بحوث القمح وضع خطة طموحة لإكثار تقاوي الأساس لتأمين التغطية الكاملة بالتقاوي المعتمدة، مع تنفيذ ندوات تعريفية موسعة بجميع المحافظات للتعريف بأفضل الأصناف الملائمة لكل منطقة، بدءًا من شهر أكتوبر، إلى جانب التأكيد على ضرورة التزام المزارعين بالسياسة الصنفية لتحقيق أعلى إنتاجية ممكنة.

السياسة الصنفية المقترحة لكل منطقة

▪ الوجه البحري والجيزة:

(بورسعيد - الإسماعيلية - السويس - دمياط - الدقهلية - الشرقية - الغربية - كفر الشيخ - البحيرة - الإسكندرية - المنوفية - القليوبية - الجيزة)

الأصناف المناسبة: مصر 3، مصر 4، مصر 5، مصر 6، مصر 7، جيزة 171، سخا 95، سخا 96، سخا 97، سدس 14، سدس 15.

▪ مصر الوسطى:

(الفيوم - بني سويف - المنيا)

الأصناف المناسبة: مصر 1، مصر 3، مصر 4، مصر 5، مصر 6، مصر 7، جيزة 171، سخا 95، سخا 96، سخا 97، سدس 14، سدس 15، بني سويف 5، بني سويف 7، سوهاج 5، سوهاج 6.

▪ مصر العليا:

(أسيوط - سوهاج - قنا - الأقصر - أسوان - الوادي الجديد)

الأصناف المناسبة: مصر 1، مصر 3، مصر 4، مصر 5، مصر 6، مصر 7، جيزة 171، سخا 95، سخا 96، سخا 97، سدس 12، سدس 14، سدس 15، جميزة 11، بني سويف 5، بني سويف 7، سوهاج 5، سوهاج 6.

▪ الأراضي المستصلحة (الدلتا الجديدة – مستقبل مصر – شرق العوينات – توشكى):

الأصناف المناسبة: مصر 1، مصر 3، مصر 4، مصر 5، مصر 6، مصر 7، جيزة 171، سخا 95، سخا 97، سدس 12، سدس 14، سدس 15، بني سويف 5، بني سويف 7، سوهاج 5، سوهاج 6.

▪ الصنف سخا 96:

صنف مبكر النضج ويفضل زراعته في الزراعات المتأخرة عقب محاصيل مثل الخضر وقصب السكر.

تنوع الأصناف سلاح لمواجهة التغيرات المناخية

أضاف رئيس قسم بحوث القمح أن السياسة الصنفية الجديدة تركز على تنوع الأصناف المقاومة لأمراض الصدأ وذات الإنتاجية العالية، وهو ما يمنح المزارع حرية اختيار الصنف الأنسب لاحتياجاته وظروف منطقته، كما يسهم هذا التنوع في التكيف مع التغيرات المناخية وتجنب انتشار الأمراض الوبائية مثل الأصداء في حال ظهور سلالات جديدة.