خبراء الزراعة يكشفون أسرار التحول الزهري للأشجار

قال الدكتور علاء جمعة، أستاذ مساعد البساتين بكلية الزراعة في جامعة قناة السويس، إنَّ التحول الزهري يُعد من أهم المراحل الفسيولوجية في حياة أشجار الفاكهة، إذ يمثل الانتقال الحاسم للبرعم من الحالة الخضرية إلى الحالة الزهرية، عبر سلسلة من التغيرات الكيميائية والمورفولوجية التي تهيئ النبات لمرحلة الإزهار والإثمار المنتظرة.
مفهوم التحول الزهري
يشير مصطلح التحول الزهري إلى مجموعة من التفاعلات الحيوية الدقيقة داخل البرعم، تبدأ بتغيرات كيميائية عميقة تتبعها تحولات شكلية ينتج عنها تكوين الحوامل والأعضاء الزهرية.
ويتأثر هذا التحول بعوامل متعددة، أبرزها طول الليل والنهار، ودرجات الحرارة، والنسبة بين الكربون والنيتروجين داخل أنسجة النبات. هذه العوامل تعمل معًا على تحديد لحظة التحول التي تمهد للإزهار الناجح والمحصول الوفير.
مراحل التحول الزهري
يمر البرعم خلال هذه العملية الحيوية بمرحلتين رئيسيتين:
1. المرحلة الأولى:
يزداد النشاط الكيميائي داخل البرعم، حيث ترتفع مستويات الأحماض النووية (RNA) والمركبات الغنية بالطاقة، استعدادًا لبداية التمايز الزهري.
2. المرحلة الثانية:
تبدأ ملامح الحامل الزهري في الظهور، تليها تكوين الأزهار وأجزائها المختلفة تدريجيًا، حتى تكتمل البنية الزهرية داخل البرعم. وعند فحص البرعم مقطعيًا يمكن بوضوح ملاحظة الشماريخ الزهرية التي تُعد مؤشّرًا قويًا على استعداد الشجرة للإزهار.
توقيت التحول الزهري حسب نوع الأشجار
يختلف موعد التحول الزهري من نوع لآخر تبعًا لطبيعة الأشجار:
في أشجار الفاكهة متساقطة الأوراق مثل التفاح والخوخ، يحدث التحول خلال فصل الصيف السابق لتفتح البراعم.
أما الأشجار مستديمة الخضرة مثل المانجو والموالح، فيبدأ التحول قبل تفتح البراعم بنحو ثلاثة أشهر تقريبًا، وغالبًا ما يكون ذلك في أواخر الشتاء استعدادًا للربيع.
أهمية معرفة توقيت التحول الزهري
تُعد معرفة موعد التحول الزهري لكل نوع من الأشجار أمرًا بالغ الأهمية، إذ تتأثر هذه المرحلة الحساسة بكل الممارسات الحقلية مثل الري والتسميد، إلى جانب العوامل البيئية كالحرارة وطول النهار. كما أن أي خلل في هذه الفترة، مثل الإفراط في التسميد الآزوتي أو تعطيش الأشجار أو الرش غير المدروس لمنظمات النمو، قد يؤدي إلى تراجع نسبة البراعم الزهرية مقارنة بالخضرية، وبالتالي انخفاض الإنتاج في الموسم التالي.
فعلى سبيل المثال، في الأشجار المتساقطة التي يمر تحولها بين مايو ويوليو، يؤدي سوء إدارة التسميد أو الري إلى تراجع ملحوظ في كمية الأزهار، ما ينعكس مباشرة على المحصول.
توصية للمزارعين والمهندسين الزراعيين
يؤكد الدكتور علاء جمعة على ضرورة أن يكون كل مزارع ومهندس زراعي على دراية دقيقة بموعد التحول الزهري لكل نوع من الأشجار المزروعة، لضمان إدارة العمليات الزراعية بكفاءة عالية خلال هذه المرحلة الدقيقة، والحفاظ على توازن النبات وتحقيق إنتاج وفير وعالي الجودة في الموسم التالي.

