الأرض
موقع الأرض

تفاصيل مشروع مصر لإنشاء 50 صومعة قمح جديدة

صوامع القمح
كتب - إسلام موسى: -

تعزز الحكومة المصرية قدراتها الاستراتيجية في مجال الأمن الغذائي من خلال تنفيذ مشروع قومي لإنشاء صوامع القمح، يهدف إلى زيادة السعة التخزينية للحبوب والحفاظ على احتياطي استراتيجي يضمن استقرار إمدادات الغذاء في البلاد.

يشمل المشروع إنشاء 50 صومعة جديدة في 17 محافظة، ما يسهم في رفع الطاقة التخزينية بنحو 1.5 مليون طن إضافية، لتتجاوز السعة الإجمالية المخزّنة 6 ملايين طن من القمح.

وخلال كلمته أمام القمة الأولى لقادة التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، التي عُقدت في العاصمة القطرية الدوحة يوم الاثنين 3 نوفمبر 2025، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الذي شارك نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن المشروع يمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز الأمن الغذائي لمصر، مشيرًا إلى التعاون القائم مع برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لإطلاق مركز عالمي لتخزين الحبوب في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

كما أعلن مدبولي عن إطلاق مركز الأقصر التنسيقي، الذي يهدف إلى تعزيز المرونة والابتكار ونشر المعرفة في صعيد مصر، ضمن جهود الدولة لتطوير منظومة الأمن الغذائي وتحسين إدارة الموارد الزراعية.

وأعرب رئيس الوزراء عن تقديره العميق لدولة قطر على استضافتها القمة وعلى كرم الضيافة، مثمنًا الدور الفعّال للرئاسة المشتركة لكل من البرازيل وإسبانيا في قيادة التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، مؤكدًا أن الجوع والفقر ما زالا من أخطر التحديات التي تواجه العالم، حيث يعاني أكثر من ملياري شخص من انعدام الأمن الغذائي، في حين يعيش واحد من كل خمسة أشخاص في إفريقيا حالة جوع يومية.

وأشار مدبولي إلى أن المجاعة في غزة تُجسّد كيف تُدمّر الصراعات حياة البشر وتحرمهم من أبسط حقوقهم، مؤكدًا أن قمة شرم الشيخ للسلام التي استضافتها مصر مؤخرًا جاءت في توقيتها المثالي لإعادة إرساء الاستقرار وبدء جهود الإعمار في القطاع.

وأعلن عن عزم مصر استضافة مؤتمر دولي حول “التعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية” في غزة، داعيًا المجتمع الدولي إلى المشاركة الفعالة فيه.

وشدّد رئيس الوزراء على ضرورة إصلاح عاجل للهيكل المالي العالمي لمعالجة التحديات المرتبطة بالجوع والفقر، بما في ذلك أزمة الديون وتراجع المساعدات الإنمائية وصعوبة الحصول على التمويل الميسر، مؤكدًا أن مواجهة تلك الأزمات تتطلب نهجًا شاملاً وتعاونًا دوليًا مستدامًا.

وعلى المستوى الوطني، استعرض مدبولي أبرز برامج الحماية الاجتماعية التي أطلقتها الدولة، مثل برنامج “تكافل وكرامة” الذي يقدم الدعم لأكثر من 7 ملايين شخص شهريًا، والمبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، التي تُعد أضخم مشروع تنموي يستهدف تحسين جودة الحياة لأكثر من 60 مليون مواطن في القرى المصرية، بما يعزز العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.

بهذا، تُجدد مصر التزامها القوي بتحقيق أمنها الغذائي، وتعزيز مكانتها الإقليمية كمركز رائد لتخزين وإدارة الحبوب، ضمن رؤية وطنية طموحة تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي وضمان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للأجيال القادمة.