مزارعو الشرقية يطالبون برفع سعر قنطار القطن

تعيش محافظة الشرقية هذه الأيام أجواء موسم جني الذهب الأبيض، حيث تتلألأ الحقول بمشهد ريفي بديع يعكس أصالة المزارع المصري وإصراره على الحفاظ على محصول القطن الذي يعد أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية في مصر لما يمثله من قيمة اقتصادية وصناعية كبرى.
وأكد المهندس أشرف نصير، مدير عام الزراعة بمديرية الشرقية، أن أعمال جني محصول القطن تسير بوتيرة نشطة في مختلف مراكز المحافظة، إذ تم الانتهاء حتى الآن من جني نحو 20 ألف فدان من إجمالي 36.856 ألف فدان مزروعة هذا الموسم، ضمن الجنية الأولى التي وصلت فيها نسبة التفتح إلى 75%.
وأشار نصير إلى أن زراعة الشرقية تعتمد منذ سنوات على صنف جيزة 94، الذي أثبت كفاءته العالية بفضل إنتاجيته المرتفعة التي تتراوح بين 6 إلى 11 قنطارًا للفدان، فضلًا عن مقاومته للأمراض وملاءمته للظروف المناخية، إلى جانب نضجه المبكر مقارنة بالأصناف الأخرى.
وأوضح أن سعر شيكارة بذور القطن شهد هذا العام انخفاضًا قدره 300 جنيه ليصبح 1200 جنيه بدلًا من 1500 جنيه، ما ساعد المزارعين على خفض تكاليف الزراعة جزئيًا.
قطاع الشمال يتصدر زراعة القطن في الشرقية
وبيّن مدير الزراعة أن قطاع شمال الشرقية يتصدر القرى والمراكز المنزرعة بالقطن، خاصة في صان الحجر، كفر صقر، أولاد صقر، قصاصين الأزهار، منشأة أبو عمر، والحسينية، بينما تتركز مساحات محدودة في قطاع الجنوب بمركزي بلبيس ومشتول السوق.
ولفت إلى أن هذا التفاوت يعود إلى تميز قطاع الشمال بوفرة نهايات الترع التي توفر الري الدائم، إضافة إلى خبرة المزارعين هناك الطويلة في زراعة القطن وإدارتهم الماهرة للمحصول.
24 حلقة تسويقية ومزاد يبدأ من 9000 جنيه للقنطار
من جانبه، أضاف المهندس أحمد العساس، مدير عام المكافحة بمديرية الزراعة بالشرقية، أن المديرية أعدّت 24 حلقة تسويقية لاستقبال الأقطان من المزارعين، موضحًا أن الحد الأدنى لفتح المزاد هذا العام حُدد بـ 9000 جنيه للقنطار، لضمان سعر عادل للمزارعين وتحقيق منافسة بين التجار.
المزارعون يطالبون برفع السعر تقديرًا لجهودهم
ورغم جودة البذور وكثافة الإنتاج هذا العام، عبّر عدد من المزارعين عن قلقهم من انخفاض سعر القطن مقارنة بالعام الماضي، إذ أوضح الحاج حسن عبده مبروك من قرية كفر إكياد، والسيد صابر وعلاء حسن الصافي من قرية الشغانبة، أن سعر فتح المزاد العام الماضي بلغ 12 ألف جنيه للقنطار، بينما تراجع هذا العام إلى 9 آلاف جنيه فقط، ما لا يغطي التكاليف المرتفعة للزراعة والمبيدات والأيدي العاملة.
وأشاروا إلى أن تكلفة جني الفدان الواحد تبلغ نحو 9000 جنيه، مما يجعل هامش الربح ضئيلًا، مطالبين الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بالنظر في رفع سعر القنطار دعمًا للفلاحين وتشجيعهم على الاستمرار في زراعة هذا المحصول الحيوي الذي يمثل ركيزة أساسية للاقتصاد المصري وصناعة الغزل والنسيج.
القطن المصري.. رمز العراقة ومستقبل الاقتصاد الزراعي
يعكس موسم جني القطن في الشرقية روح الكفاح والالتزام لدى الفلاح المصري، كما يبرهن على قدرة الزراعة المصرية على المنافسة وتحقيق إنتاج وفير رغم التحديات. ويظل القطن المصري، بصفته أحد أفضل الأقطان في العالم، ركيزة من ركائز التنمية الزراعية والصناعية في البلاد، وعنوانًا للجودة التي تحمل اسم "صُنع في مصر" إلى كل أنحاء العالم.

