الأرض
موقع الأرض

باحثة تكشف أسرار الألوفيرا العلاجية والغذائية

 أسرار الألوفيرا العلاجية والغذائية
كتب - إسلام موسى: -

أكدت الدكتورة مها إبراهيم كمال، الباحثة بقسم الأغذية الخاصة والتغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية، أن نبات الألوفيرا يمثل ثروة غذائية وعلاجية متكاملة تستحق التوسع في زراعتها واستغلالها على نطاق أوسع، لما تحتويه من فوائد متعددة على المستويين الصحي والصناعي.

وأوضحت كمال أن الألوفيرا، الذي يُعرف شعبيًا باسم الصبار الطبي، كان يُطلق عليه عند الفراعنة “نبات الخلود”، نظرًا لما يتمتع به من قدرات علاجية وتجديدية مذهلة، مؤكدة أن الجل المستخرج من أوراقه يضم أكثر من 200 مركب نشط يجعله من أبرز النباتات المستخدمة في الصناعات الغذائية والدوائية ومستحضرات التجميل الحديثة.

فوائد علاجية مذهلة لنبات الألوفيرا

أكدت الباحثة أن الألوفيرا يتميز بخصائص علاجية واسعة النطاق، إذ يحتوي جل النبات على مركبات فينولية وإنزيمات مضادة للأكسدة مثل الكاتالاز والسوبرأوكسيد ديسميوتاز، وهي مركبات فعالة في مقاومة الجذور الحرة وحماية الخلايا من الإجهاد التأكسدي، مما يسهم في الوقاية من أمراض القلب والشيخوخة المبكرة.

كما يعمل الألوفيرا على تسريع التئام الجروح وتجديد الأنسجة الجلدية بفضل احتوائه على مركبات الأسيمنان والجلوكومانان التي تحفّز إنتاج الكولاجين وتزيد من مرونة الجلد، الأمر الذي يفسر استخدامه الواسع في المستحضرات الطبية والعلاجية للجلد.

وأضافت كمال أن للنبات دورًا فعالًا في تنظيم الجهاز الهضمي وتهدئة التهابات المعدة وتحسين حركة الأمعاء، نظرًا لغناه بالألياف والمركبات المخاطية. كما يساعد استهلاكه المنتظم في خفض مستويات السكر والدهون في الدم، وتحسين حساسية الإنسولين، مما يجعله مكونًا غذائيًا مثاليًا لمرضى السكري والسمنة.

ولفتت الباحثة إلى أن الألوفيرا يمتلك كذلك خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات والفيروسات، مما يجعله عنصرًا مهمًا في تعزيز جهاز المناعة ومقاومة الميكروبات المسببة للأمراض.

الألوفيرا مصدر غني بالعناصر الحيوية

من الناحية التغذوية، يعد جل الألوفيرا مخزونًا طبيعيًا للعناصر الغذائية الأساسية، حيث يحتوي على الفيتامينات C وE وB1 وB6 وB12 والفوليك أسيد، إلى جانب معادن مهمة مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والحديد والزنك والبوتاسيوم.
كما يتميز بوجود السكريات الحيوية مثل الأسيمنان التي تمنحه لزوجته الطبيعية وتلعب دورًا مهمًا في دعم المناعة وتحسين صحة الجهاز الهضمي.

توسع ملحوظ في الاستخدامات الغذائية والصناعية

أشارت الباحثة إلى أن السنوات الأخيرة شهدت توسعًا كبيرًا في إدخال الألوفيرا في الصناعات الغذائية، لما يتمتع به من خصائص طبيعية مميزة، موضحة أبرز التطبيقات الحديثة له:

مادة حافظة طبيعية: يمكن استخدام مسحوق جل الألوفيرا كبديل آمن للمواد الحافظة الكيميائية، إذ أظهر فعالية كبيرة في إطالة العمر التخزيني للمنتجات الغذائية مثل اللحوم المطهية جزئيًا، كما تستخدم أغلفة الألوفيرا في تغليف الفواكه والخضروات للحفاظ على نضارتها وتقليل فقد الماء.

تحسين جودة المخبوزات: عند إضافته إلى العجين كمادة هيدروكولويد، يساعد الألوفيرا في زيادة امتصاص الماء وإطالة مدة التخمير وتحسين القوام، مما يرفع جودة الخبز والكعك والمنتجات المخبوزة الأخرى.

منتجات الألبان: كشفت الدراسات أن الزبادي المدعم بجل الألوفيرا يحتوي على نسبة أعلى من الألياف والمركبات النباتية المفيدة مع انخفاض محتوى الدهون، مما يجعله منتجًا صحيًا مميزًا.

المشروبات الوظيفية: يستخدم عصير الألوفيرا في إنتاج مشروبات غنية بمضادات الأكسدة والمعادن، وغالبًا ما يُخلط مع عصائر الفاكهة مثل المانجو لتحسين المذاق والقيمة الغذائية.

المكملات الغذائية: يعد الألوفيرا من المكونات الرئيسية في صناعة المكملات الغذائية، حيث يتم استخلاصه في صور متعددة مثل المساحيق أو الجل المجفف، ليُستخدم في تعزيز المناعة وتحسين وظائف الجسم الحيوية.

دعوة للتوسع في زراعة الألوفيرا بمصر

واختتمت الباحثة تصريحاتها بالتأكيد على ضرورة التوسع في زراعة الألوفيرا داخل مصر نظرًا لما يمتلكه من أهمية اقتصادية وصحية بالغة، إذ يمثل هذا النبات موردًا واعدًا في مجالات الأغذية الوظيفية والمستحضرات العلاجية والتجميلية، ما يجعله أحد المحاصيل المستقبلية القادرة على دعم الاقتصاد الزراعي المصري.