الفاكهة المصرية تغزو السوق الكندية مع تزايد الطلب على المنتجات الطازجة

تواصل مصر تعزيز حضورها في سوق الفاكهة الكندية، مستفيدة من مناخها المتنوع وقدرتها على التوريد خلال الفترات غير الموسمية.
ومع تزايد الطلب الكندي على الفاكهة المستوردة بسبب النمو السكاني وتعدد الثقافات وانخفاض الإنتاج المحلي، أصبحت مصر أحد أهم الموردين القادرين على تلبية احتياجات السوق الكندية بمنتجات طازجة ومتنوعة.
مناخ مصري يمنح ميزة تنافسية
يتيح المناخ المعتدل في مصر للمزارعين إنتاج وتصدير الفاكهة في أوقات لا يتوافر فيها الإنتاج في دول أخرى، ما يمنحها موقعا تنافسيا في سوقٍ تعتمد على الاستيراد لتلبية الطلب الداخلي طوال العام.
تشهد صادرات الفاكهة المصرية نموا متسارعا، خصوصا في البطيخ بأصنافه المتعددة مثل هاربر وبيل دي سابو، والتمور البرحي الطازجة التي تلقى إقبالا بين المستهلكين المهتمين بالتغذية الصحية والجاليات الشرق أوسطية والآسيوية.
كما تحقق الموالح المصرية، خاصة برتقال السرة وفالنسيا، مبيعات قوية خلال موسم الشتاء الكندي، بينما نجحت المانجو المصرية، بأصنافها كـ كيت ونعومي وباز وأوستين، في ترسيخ مكانتها لدى المستهلكين من الجاليات الأجنبية.
أما العنب المصري الخالي من البذور، مثل "إجيبشن فليم" و"برايم"، فقد أصبح خيارا مفضلا في قنوات التجزئة الفاخرة، في حين يواصل القرع العسلي واليقطين تعزيز حضوره في أسواق التجزئة ومجال الخدمات الغذائية.
التوافق مع معايير الجودة الكندية
يولي المستوردون الكنديون أهمية كبرى لعمر التخزين، والالتزام بمعايير بقايا المبيدات، والشفافية في الشهادات.
وقد أثبتت مصر قدرتها على تلبية هذه المتطلبات بفضل استثماراتها في مرافق التعبئة الحديثة، واعتمادها أنظمة مراقبة الجودة العالمية.
كما يساعد نمط التوريد المستمر من مصر في ضمان توافر الفاكهة على مدار العام، ما يعزز ثقة الأسواق الكندية في الموردين المصريين.
فرص متزايدة في سوق متعددة الثقافات
تشكل التركيبة السكانية المتنوعة في كندا أحد أهم محركات الطلب على الفاكهة المصرية. فالمستهلكون من أصول شرق أوسطية وجنوب آسيوية وأفريقية يفضلون الأصناف المألوفة من موطنهم، مما يمنح الفاكهة المصرية حضورا طبيعيا في سلال التسوق الكندية.
وفي الوقت ذاته، تساهم القطاعات المتنامية للمنتجات الصحية والمجمدة سريعا (IQF) في زيادة الطلب على الفواكه المصرية عالية الجودة، التي تجمع بين القيمة الغذائية والطزاجة.
تكامل لوجستي وشراكات استراتيجية
تعزز مصر موقعها في السوق الكندية بفضل تحسين سلاسل التوريد،
وتوسيع الموانئ، والربط اللوجستي مع الأسواق العالمية.
كما تسهم فترات الحصاد الطويلة في تلبية الطلب المستمر، بينما تعمل الشركات المصرية على بناء شراكات دائمة مع المستوردين الكنديين، تركز على الثقة والجودة والاستدامة.
آفاق مستقبلية واعدة
مع استمرار اعتماد كندا على الفاكهة المستوردة لتغطية احتياجاتها، يتوقع أن تتضاعف صادرات مصر من الفاكهة الطازجة خلال الأعوام المقبلة.
ويبدو أن مصر في طريقها لتصبح أحد الموردين الرئيسيين للفواكه الموسمية في كندا، مستفيدة من تنوع إنتاجها، وتحسن بنيتها التحتية الزراعية، وتطورها في إدارة الجودة وسلاسل التوريد.

