الكسافا الكوستاريكية تغزو الأسواق الغربية والأمريكية.. لهذه الأسباب

تحقق الكسافا الكوستاريكية حضورا متزايدا في الأسواق الأمريكية والأوروبية، بعد أن تحولت من غذاء عرقي محدود الاستخدام إلى مكون رئيسي في صناعة الأغذية الحديثة، بفضل خصائصها الطبيعية وتزايد الطلب على البدائل الخالية من الجلوتين.
تحول في النظرة العالمية إلى الكسافا
تقول فانيسا فيجا من شركة CR Farms إن الكسافا كانت تعتبر سابقا منتجا متخصصا يستهلك أساسا في مجتمعات أمريكا اللاتينية وأفريقيا، لكنها اليوم أصبحت عنصرا مطلوبا في صناعة الخبز والبسكويت والوجبات الخفيفة الصحية، ما يعكس تغيرا جوهريا في تفضيلات المستهلكين العالميين.
وتضيف فيجا أن الاهتمام المتزايد بـ"الأطعمة الطبيعية والنقية" ساهم في دفع الكسافا إلى واجهة المنتجات النباتية، حيث تستخدم دقيقها ونشويتها في الأغذية الخالية من الجلوتين.
تحديات الإنتاج في مواجهة الطلب العالمي
في كوستاريكا، تزرع الكسافا على مدار العام، لكن الإنتاج هذا الموسم تراجع بسبب الأمطار الغزيرة التي أثرت على الحقول. وعلى الرغم من تراجع الكميات، يظل الطلب مرتفعا جدا في الولايات المتحدة وأوروبا، اللتين تستحوذان على حصص شبه متساوية من الصادرات.
وتوضح فيجا أن الأسعار ارتفعت بشكل ملحوظ مقارنة بالعام الماضي، مدفوعة بانخفاض المعروض واستمرار الطلب المتنامي، ما يجعل القطاع في موقع قوي رغم التحديات المناخية.
الكسافا من منتج عرقي إلى مكون عالمي
ترى فيجا أن النظرة إلى الكسافا تختلف بين القارتين، ففي الولايات المتحدة لا تزال تعتبر منتجا عرقيا، بينما تعد في أوروبا منتجا غريبا ومميزا يثير اهتمام المستهلكين الباحثين عن بدائل غذائية جديدة.
وتضيف: "لم تعد الكسافا تقدم فقط كغذاء تقليدي، بل أصبحت أساسا للمنتجات المبتكرة التي تجمع بين القيمة الغذائية والوظائف الصحية".
قطاع منظم ولوجستيات فعالة
تصدر شركة CR Farms منتجاتها إلى الخارج بحرا في صناديق سعة 18 كيلوجراما، عبر شراكات مع شركات لوجستية موثوقة تضمن التسليم في الوقت المحدد. كما تلتزم الشركة بمعايير الشهادات الأوروبية الصارمة مثل GlobalGAP، ما يعزز مكانة الكسافا الكوستاريكية في الأسواق العالمية.
نقص العمالة والجيل الزراعي الجديد
تحذر فيجا من أن القطاع الزراعي يواجه أزمة في العمالة الزراعية، حيث يقل عدد العاملين في الزراعة عاما بعد عام، مما يهدد استدامة الإنتاج.
وتقول إن التحدي لا يقتصر على التكنولوجيا، بل يمتد إلى غياب الأجيال الشابة عن الريف، في وقت تتوقع فيه مؤسسات دولية مثل الفاو ووزارة الزراعة الأمريكية أن يزداد الطلب العالمي على الغذاء بنسبة 50% بحلول عام 2050.
وتختتم فيجا: "يجب أن نفكر فيمن ينتج غذاءنا، لا فقط في كيفية إنتاجه. من دون مزارعين جدد، لن نستطيع تلبية الطلب المتزايد في المستقبل".

