عقوبات أمريكية وأوروبية جديدة ترفع أسعار النفط 5.4% في يوم واحد

شهدت أسواق الطاقة العالمية قفزة حادة في أسعار النفط عقب فرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على روسيا، شملت قطاعي النفط والطاقة، في خطوة وصفت بأنها الأشد منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر ديسمبر بنسبة 5.4% لتصل إلى 64.7 دولارا للبرميل، لتعوض تقريبا خسائرها الممتدة على مدار أسبوعين والتي دفعت الأسعار إلى أدنى مستوى لها منذ خمسة أشهر ونصف.
واشنطن تضرب قطاع النفط الروسي في أول حزمة عقوبات تحت إدارة ترامب
فرضت الولايات المتحدة أول حزمة عقوبات فعلية على روسيا خلال رئاسة دونالد ترامب، مستهدفة شركتي روسنفت ولوك أويل العملاقتين، إلى جانب 34 شركة تابعة لهما، في محاولة للضغط على موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسانت إن "الوقت قد حان لوقف القتل وإعلان وقف فوري لإطلاق النار"، مضيفا أن هذه الخطوة تأتي ردا على رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف العمليات العسكرية. وأكد أن العقوبات تستهدف "مصادر تمويل آلة الكرملين الحربية"، مشيرا إلى أن بلاده ستتخذ تدابير إضافية إذا اقتضى الأمر.
وبحسب وزارة المالية الأمريكية، تشمل العقوبات تجميد الأصول وحظر التعاملات التجارية مع الشركات الروسية الخاضعة للإجراءات الجديدة، حتى تلك التي تملكها الشركات الأم بنسبة 50% أو أكثر.
الاتحاد الأوروبي يفرض الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات
وفي موازاة ذلك، أقرت المفوضية الأوروبية الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات ضد روسيا، لتشمل مجالات الطاقة والتمويل والتكنولوجيا العسكرية.
تتضمن الإجراءات:
حظرا كاملا على استيراد الغاز الطبيعي المسال الروسي إلى أسواق الاتحاد الأوروبي اعتبارا من يناير 2027، أي قبل عام من الموعد المحدد في خطة REPowerEU.
تجميد جميع المعاملات مع شركتي روسنفت وجازبرومنيفت.
إدراج 118 سفينة من "أسطول الظل" الروسي الذي يستخدم للتحايل على القيود النفطية.
فرض رقابة مشددة على الوسطاء التجاريين، خصوصا في الصين.
وفي الجانب المالي، استهدفت العقوبات للمرة الأولى منصات العملات المشفرة التي يشتبه في استخدامها للالتفاف على القيود، إضافة إلى حظر نظام الدفع الروسي “مير” للبنوك الأجنبية المتعاملة معه. كما شملت القائمة عدة بنوك روسية ومؤسسات مالية في دول أخرى.
وفي قطاع التكنولوجيا، تم إدراج 45 شركة جديدة في القائمة السوداء لدعمها للمجمع الصناعي العسكري الروسي، مع تشديد القيود على صادرات تقنيات الطائرات المسيرة.
تحولات في سوق النفط العالمي وتزايد المخاوف من نقص الإمدادات
أشارت صحف هندية إلى أن الولايات المتحدة والهند تقتربان من إبرام صفقة تجارية قد تؤدي إلى خفض تدريجي في واردات نيودلهي من النفط الروسي، ما قد يزيد الضغط على الإمدادات العالمية ويرفع الطلب على الخام من موردين آخرين.
ويرجح محللون أن تؤدي العقوبات الجديدة إلى إعادة خلط خريطة تدفقات النفط العالمية، مع احتمال تزايد الاعتماد على منتجين من الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، في ظل استمرار تقلبات الأسعار وتزايد التوترات الجيوسياسية.

