الأرض
موقع الأرض

الذهب يتكبد أكبر خسارة منذ أكثر من عقد وسط موجة بيع تاريخية

محمود راشد -

شهدت أسواق المعادن الثمينة واحدة من أعنف جلساتها منذ أكثر من 12 عاما، حيث تراجع الذهب والفضة بشكل حاد بعد صعود استمر لأسابيع إلى مستويات قياسية. يأتي هذا الهبوط وسط عمليات جني أرباح مكثفة ومخاوف من المبالغة في تقييم الأسعار.

تصحيح حاد بعد موجة ارتفاع تاريخية

في 21 أكتوبر، انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 6.3%، مسجلا أكبر خسارة يومية له منذ أكثر من عقد، بينما تراجعت الفضة بنسبة 8.7% في جلسة واحدة. هذا التراجع المفاجئ أوقف المسار الصعودي الذي دفع المعدنين إلى قمم تاريخية الأسبوع الماضي.

ويقول المستثمر السويسري ألكسندر ستاتشيل إن مثل هذا الانخفاض الحاد "نادر للغاية"، موضحا أنه "يحدث نظريا مرة واحدة كل مئة ألف يوم تداول".

عوامل السوق والتداول الفني وراء التراجع

كان الارتفاع السابق في أسعار الذهب مدفوعا بتوقعات خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، إضافة إلى ما يعرف بـ"تداولات الإهلاك" التي لجأ فيها المستثمرون إلى التخلص من العملات والديون الحكومية للتحوط من ارتفاع العجز المالي.

غير أن المؤشرات الفنية بدأت تظهر تشبعا شرائيا مفرطا، ما دفع العديد من المتداولين إلى تصفية مراكزهم. ويقول فرانك مونكيم، رئيس قسم التداول الكلي في شركة بوفالو بايو كوموديتيز، إن الانخفاض كان "نتيجة طبيعية لتراجع مراكز الشراء المكثفة"، متوقعا أن يستأنف الذهب ارتفاعه من مستوى دعم يتراوح بين 4000 و4050 دولارا للأونصة.

وأضاف مونكيم أن المرحلة المقبلة من النمو "قد يقودها الطلب المؤسسي وصناديق الاستثمار المتداولة وتدفقات البنوك المركزية في الأسواق الناشئة".

تأثير الدولار والبيئة الاقتصادية

ساهم ارتفاع الدولار الأمريكي في الحد من جاذبية الذهب كملاذ آمن. وبلغ سعر الذهب في بورصة نيويورك التجارية 4,125.22 دولارا للأونصة، بينما وصلت الفضة إلى 48.71 دولارا.

وبحلول صباح 22 أكتوبر، ارتفع الذهب قليلا بنسبة 0.5% إلى 4,145.35 دولارا للأونصة، فيما زادت العقود الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة 1.2% لتصل إلى 4,159.60 دولارا. وارتفع سعر الفضة إلى 48.95 دولارا، بينما انخفض البلاتين بنسبة 1.1% إلى 1,534.20 دولارا، وارتفع البلاديوم بنسبة 1.4% إلى 1,427.13 دولارا للأونصة.

توقعات متفائلة رغم الصدمة

بحسب هيلين آموس، محللة السلع في شركة بي إم أو كابيتال ماركتس، فإن الارتفاع الحاد في أسعار السبائك خلال الأسابيع الأخيرة كان مدفوعا بشكل أساسي بـ"المضاربين الذين تبعوا الاتجاه الصعودي للسوق"، مشيرة إلى أن "مثل هذه الارتفاعات السريعة عادة ما تتبعها تصحيحات قوية".

وتتفق الآراء على أن هذا التراجع لا يغير الاتجاه طويل الأمد للذهب، الذي يظل مدعوما بتوقعات خفض الفائدة وتزايد المخاوف الاقتصادية، لكن الأسواق تحتاج إلى فترة استقرار قبل أي صعود جديد.