الأرض
موقع الأرض

انخفاض إنتاج الليمون الإسباني قد يفتح المجال أمام الصادرات الصينية

إنتاج الليمون الإسباني
كتب - محمود راشد: -

يتزامن موسم حصاد الليمون في نصف الكرة الشمالي مع موجة من التغيرات في أسواق الإنتاج والتجارة العالمية، حيث تواجه الصين تباينا واضحا في نتائج الحصاد، بينما تتجه الأنظار إلى تداعيات انخفاض الإنتاج الإسباني على الطلب الدولي.

تفاوت في الإنتاج وارتفاع غير مسبوق للأسعار

تشهد مناطق إنتاج الليمون في الصين، خصوصا سيتشوان، تباينا حادا في الإنتاج هذا الموسم. فبينما تعاني البساتين الصغيرة من انخفاض الغلة بسبب الأحوال الجوية وضعف الإدارة الزراعية، تحقق المزارع الكبرى ذات الإدارة المتقدمة نتائج أفضل.

ومع ذلك، يبقى الاتجاه العام للإنتاج غير محسوم بعد، رغم تقديرات بتراجع نسبته 30%.

وقد ارتفع سعر الليمون المستخدم كمادة خام إلى 10 يوانات صينية للكيلوجرام (1.38 دولار أمريكي)، وهو أعلى مستوى منذ نحو عشر سنوات. ويقول أحد المطلعين على القطاع إن السوق يعيش حالة توازن دقيقة، إذ لا يزال استهلاك المستخدم النهائي بطيئا، فيما يحافظ الطلب على الشراء والتخزين على استقرار الأسعار.

ضغوط تنافسية على الصادرات الصينية

يرى بعض المصدرين أن ارتفاع الأسعار المحلية قد يضعف القدرة التنافسية لليمون الصيني في الأسواق الخارجية، خصوصا مع استقرار إنتاج دول أخرى في نصف الكرة الشمالي. ومع ذلك، يتوقع أن تفتح التطورات في أوروبا فرصا جديدة أمام الصين.

تراجع الإنتاج الإسباني يغير معادلات السوق

تواجه إسبانيا، أكبر مورد لليمون في أوروبا، انخفاضا حادا في إنتاجها هذا الموسم، ما سيدفع المستوردين الأوروبيين للبحث عن بدائل. هذا التحول قد يمنح الصين فرصة لتعزيز صادراتها إلى أوروبا إذا ما تمكنت من مواءمة قدراتها التصديرية بسرعة.

وفي الوقت نفسه، تستمر أسعار الليمون المصري في الارتفاع لتصل في جنوب شرق آسيا إلى 20–22 دولارا أمريكيا للصندوق، وهو مستوى يقارب أسعار الصادرات الصينية. ويعزو المصدرون ذلك إلى ارتفاع الطلب المحلي المصري والظروف المناخية التي حدت من الصادرات.

ومن المتوقع أن تعيد دول مثل مصر وتركيا توجيه شحناتها إلى السوق الأوروبية لتغطية الفجوة الناتجة عن انخفاض الإنتاج الإسباني، وهو ما قد يقلل من الكميات المتجهة إلى الشرق الأوسط وروسيا، ويفتح الباب أمام دخول الليمون الصيني لهذه الأسواق.

فرص واعدة رغم حالة الترقب

يشير خبراء الصناعة إلى أن نجاح الصين في توسيع قدراتها التصديرية وتنظيم تدفقات الشحن والتخزين قد يعزز مكانتها في السوق العالمية، خصوصا إذا استجابت بسرعة لتحولات الطلب. ومع أن تأثير هذه التحركات قد لا يظهر فورا في بداية الموسم، إلا أنه يتوقع أن ينعكس لاحقا على اتجاهات الأسعار والتجارة.

ويظل مستقبل سوق الليمون مرتبطا بعوامل عدة، أبرزها كفاءة سلسلة التبريد، وجداول التصدير، وتطور الطلب الدولي، ما يجعل الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد ملامح السوق العالمية.