الأرض
موقع الأرض

دليل الزراعة الناجحة للقمح في الوجهين القبلي والبحري

إسلام موسى -

أكد الدكتور خالد جاد، وكيل معهد المحاصيل الحقلية والمتحدث الرسمي بوزارة الزراعة، أن النصف الثاني من شهر نوفمبر هو التوقيت المثالي لبدء موسم زراعة القمح في مصر، سواء في الوجه البحري أو القبلي.

وأشار إلى أن الزراعة المبكرة، خصوصًا في أكتوبر، تُعرض المحصول لانخفاض الإنتاجية، نظرًا لأن القمح يحتاج إلى درجات حرارة منخفضة خلال مرحلة تكوين السنابل والحبوب، وهي المرحلة الأهم في حياة النبات.

"شهر نوفمبر هو الذهب المنثور في نظر الفلاح المصري، لما يحققه من إنتاجية مرتفعة عند الالتزام بالإرشادات العلمية"، بهذه العبارة لخّص جاد أهمية هذا التوقيت الزراعي.

مخاطر الزراعة في غير موعدها

أوضح جاد أن الزراعة المبكرة أو المتأخرة تؤدي إلى ضعف في النمو العام للنبات، وتراجع كبير في حجم الحصاد. هذا الخلل في التوقيت يخل بمنظومة احتياجات النبات المناخية، فيفقد القمح فرصته المثلى في التكوين السليم، وهو ما يُترجم إلى خسائر مباشرة للمزارعين.

السياسة الصنفية: لكل منطقة صنفها المناسب

أحد المحاور الجوهرية التي شدد عليها جاد هو الالتزام بالسياسة الصنفية، مؤكدًا أن التنوع الجغرافي في مصر يتطلب زراعة أصناف محددة في كل منطقة.

"ما يصلح للوجه البحري لا يصلح للقبلي، والعكس صحيح"، بهذه الجملة لخص وكيل معهد المحاصيل الحقلية فلسفة اختيار الأصناف.

ومن أبرز الأصناف الموصى بها:

جيزة 171

سخا 95

مصر 4، 5، 6، و7

سخا 97

سخا 6 (صنف المكرونة)

وقد أثبتت هذه الأصناف نجاحًا ملحوظًا في السنوات الماضية، بشرط زراعتها في البيئات المناسبة لها.

طرق الزراعة الأفضل لتحقيق أعلى إنتاجية

بحسب جاد، فإن طريقة الزراعة تلعب دورًا محوريًا في نجاح موسم القمح. وأفضل الطرق المعتمدة هي:

الزراعة بالتسطير

الزراعة على خطوط

الزراعة على مصاطب

هذه الطرق تحقق توزيعًا مثاليًا للبذور، وتوفر في مياه الري، وتقلل فرص الإصابة بالأمراض.

أما الزراعة بـ"البدار"، فهي تستهلك كميات أكبر من المياه وتزيد من المشكلات الصحية للنبات.

الري الذكي: القمح لا يحب الغمر

القمح، كما أكد جاد، من المحاصيل الحساسة للماء. فالإفراط في الري يرفع من رطوبة التربة، مما يزيد احتمالية الإصابة بالأمراض الفطرية، وعلى رأسها "الصدأ".

الطريقة المثلى للري تكون:

بالرشح، لا بالغمر

الزراعة في أراضٍ مرتفعة أو على المصاطب لتجنب ركود المياه

التسميد المتوازن: مفتاح المحصول القوي

فيما يخص التسميد، أشار جاد إلى أن الاحتياجات السمادية للفدان متقاربة في الأراضي القديمة والجديدة، وتشمل:

3 إلى 3.5 شكارة نترات أو 3 شكائر يوريا

تُوزع على 3 دفعات:

الأولى أثناء تجهيز الأرض

الثانية مع "رية المحاياة"

الثالثة بعد أول رية عقب الزراعة

كما أوصى باستخدام المخصبات الحيوية، لما توفره من بديل آمن وصديق للبيئة للأسمدة الكيماوية، خاصة مع التوجه العالمي لتقليل الاعتماد على المركبات الكيميائية في الزراعة.

توصيات أخيرة لموسم ناجح

لخّص جاد أبرز عوامل نجاح زراعة القمح في ثلاث نقاط رئيسية:

1. الزراعة في الموعد المثالي (النصف الثاني من نوفمبر)

2. اختيار الصنف المناسب لكل منطقة جغرافية

3. اتباع الطريقة المثلى للزراعة بالتسطير أو على المصاطب

واختتم حديثه برسالة دعم لكل مزارعي القمح في مختلف المحافظات، متمنيًا موسمًا ناجحًا وإنتاجًا وفيرًا.