الأرض
موقع الأرض

إجراءات عاجلة لحماية النخيل قبل الموسم الجديد

إسلام موسي -

أكد الدكتور عبدالرحمن متولي، الخبير الزراعي ورئيس قسم بحوث الوقاية والأمراض بالمعمل المركزي لبحوث النخيل بمركز البحوث الزراعية، أن المرحلة الحالية من العام تُعد من أهم الفترات التحضيرية لمزارع النخيل، مشدداً على أهمية اتباع الممارسات الزراعية الصحيحة لضمان موسم إنتاج قوي وخالٍ من الإصابات والأمراض.

إدارة المخلفات الزراعية: البداية السليمة للموسم

شدد الدكتور متولي على ضرورة التخلص من مخلفات الموسم السابق بطريقة آمنة، مشيراً إلى أن جمع تلك المخلفات وإزالتها إما بالحرق أو برشها أولاً بالمبيدات الحشرية ثم الفطرية ودفنها، يُعد إجراءً أساسياً لحماية الأشجار من انتقال العدوى أو تفشي الآفات الزراعية.

ودعا إلى إزالة الأوراق المكسورة والمهترئة، باعتبارها بيئة مثالية لتكاثر الحشرات الضارة.

تحسين بنية التربة وتجهيز الجور: خطوات لا غنى عنها

في إطار الاستعدادات، نصح متولي بضرورة تصحيح الجور وتجديد شبكات الري لضمان كفاءة توزيع المياه، إلى جانب تعفير الكبريت في الجور بعد إزالة الحشائش الضارة، وهي خطوة أساسية في الحد من نمو الفطريات والبكتيريا التي قد تؤثر على سلامة النخيل.

معالجة الإصابات والترديم حول الجذوع

أوضح الخبير الزراعي أهمية معالجة أي إصابات حشرية أو مرضية تظهر على الأشجار في هذه المرحلة، مع الترديم حول قواعد جذوع النخيل المرتفعة، وهو ما يعزز من نشاط الأشجار ويجدد قدرتها على مقاومة العوامل البيئية الضاغطة.

الحذر من الإفراط في التسميد الفوسفوري

من أبرز التحذيرات التي أطلقها الدكتور متولي، كانت بشأن التسميد الفوسفوري، إذ أشار إلى أن الإسراف في استخدامه قد يؤدي إلى تحفيز الإزهار المبكر قبل حلول الربيع، ما يؤثر سلباً على جودة وكمية المحصول، مؤكداً أهمية الاعتدال في كميات التسميد المستخدمة خلال هذه الفترة.

رش المبيدات: وقاية استباقية فعّالة

كما أوصى بضرورة الرش بالمبيدات الفطرية النحاسية لعلاج التبقعات على الأوراق، إلى جانب استخدام أحد مبيدات آفات التمر لمنع انسلاخ الحشرات، موضحاً أن هذه الإجراءات تسهم في القضاء على الحشرات الكامنة داخل بقايا النخيل، مما يعزز من سلامة الأشجار قبل دخول الموسم الجديد.

التقليم وتأثيره على سوسة النخيل الحمراء

وفي ختام تصريحه، أشار متولي إلى خطورة إجراء عملية التقليم في المناطق التي تنتشر بها سوسة النخيل الحمراء، موضحاً أن أفضل توقيت لإجراء هذه العملية يكون في شهري ديسمبر ويناير، لتفادي جذب الحشرة التي تُعد من أخطر الآفات التي تصيب النخيل.

أهمية الموضوع للمزارع والقطاع الزراعي

تكمن أهمية هذه التوصيات في كونها خارطة طريق واضحة لمزارعي النخيل، تضمن لهم موسماً زراعياً صحياً وخالياً من المخاطر، كما تساهم في رفع جودة الإنتاج وتحسين العائد الاقتصادي. فالالتزام بالإرشادات الزراعية الدقيقة، واتباع ممارسات الوقاية والمعالجة في توقيتاتها السليمة، هو ما يصنع الفارق بين محصول ضعيف وآخر عالي الجودة.